عندما
ذكر ابن فضل الله العمري في كتابه (مسالك الأبصار) خالد الحجاز وفروعها، لم يشر
لقبيلة قائمة، وانما عدد فروعا متحضرة ومستوطنة ومتفرقة بين القرى النجدية، في
القرن السابع الهجري، وعلى ما يبدو أنها انقرضت ككيان قبيلي قبل ذلك.
وفي كتاب
لمع الشهاب، فصلٌ في ذِكر القبائل النازلين نجداَ (ص 59) وأن منهم من لها شعب في
الحجاز وشعب في نجد، وفصّل تلك القبائل فذكر فروعها وقدومها من داخل وخارج
الجزيرة. وعندما ذكر بني خالد حدد ديارهم المعروفة في شرق الجزيرة ولم يشر لأي
قدوم أو وجود أي منها خارجها كما فعل مع تلك القبائل.
وكتاب
بني خالد وعلاقتهم بنجد لعبد الكريم الوهبي، ذكر أن فروع بني خالد شرق الجزيرة
عدنانية الأصل ولها رسوخها في المنطقة وهيمنتها على الأحداث التاريخية للقبيلة وأن
الفروع التي ذكرتها كتب الأنساب ضمن خالد الحجاز ذات وجود محصور في نجد وفي مجملها
مغمورة ورجح نسبتها الى أصل قحطاني (من غزية وبني لام). ولم يكن لها ذكر في أحداث
المنطقة. وأن قوة بنو خالد البحرية وتمرس أحد فروعهم على الأقل في فن الملاحة
والمعارك البحرية فيه ما يدل على قدم وجودهم في المنطقة فانتقال قبيلة من حياة
البادية والترحال الى ممارسة النشاط البحري بمهارة يحتاج الى فترة طويلة.
أما
كتاب آل حميد وامارة آل عريعر لبندر العريعر، فيذكر أن اسم آل حميد رُبط بمتشابه
الأسماء في القرن السادس الهجري، بل وفي قرون متقدمة. وأنهم لم يأتوا من بيشة ولا
من الشام. وان (حُميد) كان ضمن رهط قوي بعد عام 850ھ مع أبناء عمومته من الجبريين
وغيرهم. وأن آل حُميد أمراء ومؤسسو التكوين القبلي المسمى بني خالد، وبه اشتهروا
وانتسب لهم الناس بسببه بكل تنوعهم القبلي والحضري، فقد بدأ مسمی القبيلة (بني
خالد) بعد قرن من وجود سلالة (حٌمید) يشار الى سعدون بن ربيعة بن حميد في الوثائق
العثمانية عند وصف ثورة أمير البر والبدو والصحراء. وبناء عليه تم اعتماده وتعيينه
من قبلهم قائدا للواء البادية لضمان ولائه، وسعى سعدون لتكوين امارة، وتحقق ذلك في
سلالته بعد قرن ونيف على يد مؤسس دولة وقبيلة (بني خالد) براك بن غرير بن عثمان بن
سعدون آل حمید عام ۱۰۷۹ه.
فمن
الصعوبة بمكان أن بني خالد -بزعم أنهم خالد الحجاز- كانوا في (نجد)، وآنذاك كان لا
ينافسهم فيها أحد، سيما وأن قبائل بني لام شدت رحالها للشمال، ثم تفد للتو لشرق
الجزيرة التي تبعد عنها وبها قوی متنافسة للاستيلاء عليها كعقيل بن عامر وآل مغامس
وغيرهم ممن يطمحون في حكمها، فتغلب عليهم جميعا في وقت قياسي! والحال يقول إنهم ما
داموا كذلك لما لم يبدأوا حكمهم في نجد، ثم يمدوا نفوذهم الى ما شاءوا من مناطق
أخرى ومنها شرق الجزيرة؟ ثم كيف ترتحل ولا فرع من فروعها العشرة ذكر في شرق
الجزيرة ثم يقال قبيلة انتقلت؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق