نبذة من تاريخ وجغرافيا بني خالد في شرق الجزيرة العربية

أولا: من كتاب لمع الشهاب في سيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - تأليف جمال الريكي (1233/1/26)

من كتاب لمع الشهاب في سيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – تأليف حسن بن جمال أحمد الريكي.

13-فصل نذكر فيه بيان بعض سواحل بلاد بني خالد

لا يخفى على السامع أنه من الكويت الى ظهران –وهو موضع قريب من القطيف على أربعة فراسخ من جانب الشمال، هو اليوم خراب-هذه الأرض يقال لها: العدان. وليس فيها بلدان مسكونة. بل بعض المواضع تسكنها في الصيف عرب بني خالد، مثل العماير والصبيح. هي الفنطاس وفنيطيس، جنوب الكويت مسافة يوم من جانب الجنوب. وبعدها بثلاثة أيام من جهة الجنوب جزيرة بلبول. وهي متصلة بالبر الأصلي، الا أنه بينها قليل بحر في المد. وبعد بلبول من جانب الجنوب قليلا الى الشرق بيومين جزيرة جنة. وهي أيضا كبلبول في كيفية اتصالها بالبر الأصلي. ثم بعدها من الجنوب بثلاثة أيام جزيرة بو علي. ولهذه الجزيرة رأس طالع في البحر كثيرا. وهي أيضا كجنة بينها وبين البر الأصلي مقطع. واعلم أن بعد بوعلي بيوم ما جانب الجنوب الى الشرق قليلا يأتي موضع يقال له رأس تنورة. وبعده بيوم القطيف، تقع عنه الى الجنوب شرق. وفلهار هو هذه الأرض الواقعة بين راس تنورة والقطيف. وجملة ما ذكرناه يسمى العدان.

وأما القطيف وما والاها من الجنوب الى العقير، وكذا أرض البحرين والأحساء مع البرية الواقعة بين القطيف والأحساء والبرية الواقعة بين الأحساء والعقير كل هذه المواضع يقال لها هجر. وتختص القطيف باسم الخط والبحرين باسم أوال والأحساء باسم هجر. ومن العقير الى خيران بني ياس جنوبا تسمى هذه الأرض قطر. وانما سميت بذلك لكثرة الأمطار فيها بالنسبة لبقية بلاد بني خالد. فأولها العقير وهي بلدة على الساحل تقابلها جزيرة البحرين من جانب الجنوب قبلة بعدها عنها في البحر مقدار أربعة فراسخ مثلا. ثم يليها من جانب الجنوب مائلا الى الشرق بعض البلاد غير المسماة لكونها لم تسكن شتاء وصيفا. وهي مواضع بدو من الخوالد، وحفاير مياه، وهذه عن العقير بنصف يوم أو أقل.

ثم يلي هذه الأرض بعد يومين الزبارة وهي في الزمن السابق منذ عشرين سنة كانت في غاية العمران وكثرة الاجتماع. ثم يليها من جانب الجنوب بفرسخ رأس عشيرج. ثم يلي راس عشيرج من الجنوب بثلاثة فراسخ خوير حسان. وهو الذي يسكنه الجلاهمة من العتوب. ثم يلي خوير حسان جنوبا شرقا بيوم الحويلة. ثم يلي الحويلة بفرسخين اليوسفية من جهة الجنوب أيضا ثم يلي اليوسفية بأربعة فراسخ الرويضة، ويلي الرويضة بيومين من جهة الجنوب الفويرط. ثم يلي الفويرط من الجنوب شقا قليلا بويم المطبخ. ويلي بنصف يوم الى الجنوب المطبخ. فيلي المطبخ بسير ساعتين عنه من الجنوب أرض لا سكنى فيها كثيرة التلول الرملية طولها من الشمال الى الجنوب بأربعة أيام. فيلي هذه الأرض المذكورة من جهة الجنوب الى الشرق خيران بني ياس. وهي أول عمان وآخر قطر.

واعلم أيضا أن العدان وهجر وقطر كلها من أرض بني خالد. وقد عرفت طولها بالحد المذكور من الكويت الى خيران بني ياس. فنخبرك أن من وراء الكويت الى جانب الغرب عنها بيوم الجهراء. وهي عن ساحل البحر بفرسخين الى جانب الغرب مائلا الى القبلة. وأرض الجهراء عالية جدا بحيث كل من كان فيها يرى السفن التي تتردد في البحر الذي يحاذي الكويت والذي في فيلكه. وقد كانت الجهراء في عصر الجاهلية قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم بسنين تبلغ مائة، في غاية العمران، وهذه آثارها تدل على عظمتها اليوم. فان فيها خرابات كثيرة من البنيان. وربما وجد فيها ذخاير من الدراهم والدنانير في بعض المواضع. وهي أرض طولها فرسخين شمالا وجنوبا وعرضها فرسخا غربا وشرقا نبتها التمام غالبا وأرضها من قبيل حصص البحر. وفيها مياه عذبة. وبئرها قدر باع واحد. وحولها من جميع الأطراف أرض سبخة على فرسخين من جانب الشمال حتى تصل بسنام. والى الشرق حتى تصل البحر كذلك. والى جانب المغرب الى جهة القبلة قليلا تمتد أرض السبخ قدر فرسخ. والى الجنوب الى نحو الكويت تبلغ نصف فرسخ. ويقع عن الجهراء شمال شرقا مائلا الى جانب البحر بلدة كانت السالف عمار. وقد بقيت آثارها الى اليوم وهي في البعد عن الجهراء بأربعة عشر فرسخا تسمى الصبية نسبة الى الصابئين. قيل انها من بقايا بلادهم التي عمرت بعد خراب بابل. والله أعلم.

وفي تواريخ المسلمين أن هذه الأرض كانت معمورة الى أيام الدولة الأموية، ثم خربت وجلى أهلها الى ساير البلاد. وينقل أن من بقايا أهلها أناس اليوم بأرض خوزستان. وهذه البلدة آخر ملك بني خالد من الشمال. كانت اعرابهم تسكنها أيام الصيف لبرد الهواء.

واعلم ان عرض ملك بني خالد يختلف فمن الكويت الى الدهناء مسافة ثمانية أيام من أرض بلبول. ومن أبو علي كذلك. ومن القطيف الى الدهناء تسعة أيام. ومن الزبارة الى الدهناء من الشرق تتصل بها عرضها يومين أرض جزر ليس فيها ماء قط سوى الغدران أيام المطر، ونبت هذه الأرض أيضا قليل وهي ارض بيضاء صماء. وطول هذه الأرض من محاذاة الجهراء الى العرمة التي تقدم ذكرها.

ومن هذه الأرض شرقا أرض تتصل بالجهراء اسمها الجفير وهي أرض ريع وشجر كثير من العرفج والسلم. وأم غيلان، وفيها مياه عذبة جدا. لكن آبارها طويلة يبلغ البير ثمانية أبوع. بل أكثر وهي دائمة العشب وكثيرة الصيد من الغزلان والأرانب وطير الحبارى والنعام وكانت مشايخ بني خالد تدار بها سكنا وترجحها على جميع بقية الأرض. هذا والله أعلم.

14-فصل نذكر فيه أسماء قبائل بني خالد

أما بنو خالد فهم يرجعون الى ربيعة في الأصل. فأول قبيلة منهم الحميد وهم مشايخ بني خالد، عددهم ألفي رجل.

والطائفة الثانية الصبيح، ويبلغ عددهم ستة آلاف. وأكثر تردد هذه الطائفة وغالب مقرها من يفير (الجفير) الى الجهراء الى الصبية الى السنام الذي هو أول ارض المنتفق. ولأجل قوة هذه الطائفة جعلها شيوخ بني خالد في وجه العدو وهم المنتفق والروم. (الأتراك العثمانيون). لأن بني خالد لما ولوا هذا الملك صرحت الروم بعداوتهم إذ كان قبل ذلك ملك الأحساء والقطيف والعدان للروم.

والقبيلة الثالثة من الخوالد يقال لها: المهاشير، وهي تبلغ عدد من الرجال سبعة آلاف وكلهم أغنياء أهل إبل كثيرة. وهي غالب سكناها ارض العرمة الى طرف الأحساء والقطيف وقد جعل مشايخ بني خالد محاصيل القطيف لهم.

والقبيلة الرابعة العماير. وهم يبلغ عددهم رجالا أربعة آلاف. منهم قدر ألف بداة حضر. وهم يسكنون جنة وأبو على وبقية ارض العدان الى بلبول أيام الصيف. ومن هؤلاء من له سفن يستعملها في الغوص أيام الصيف. وأرضهم البحرية كثيرة اللؤلؤ. ومنهم من له سفن يسافر بها الى البحرين والزبارة والكويت. فاذا جاء موايتهم فأبدوا وقت الشتاء جروا خشبهم على البر، وأخذوا مواشيهم فأبدوا. وهكذا عادتهم على مرور السنين. وهم اليوم أيضا كذلك. ويسكنون جنة وأبو على وبعض منهم له أملاك نخل في القطيف وتاروت.

وبقية طوائف من بني خالد ثلاث طوائف أسمائهم غير مشهورة. كل من هذه الطوائف يبلغ عدده ألفي رجل. فنزل هذه أطراف قطر من فوق الى جانب عمان الصير الى الأحساء. وليس هؤلاء يردون البحر كالعماير.

ثانيا : من كتاب دليل الخليج ،للانجليزي جوردون لوريمر في بدايات القرن العشرين

بنو خالد في كتاب دليل الخليج

التعريف بالكتاب:

هو دليل موسوعي يعتبر أهم مرجع تاريخي وجغرافي وإحصائي غربي عن منطقة الخليج العربي وعُمان ووسط الجزيرة العربية، وهو من إعداد مجموعة من موظفي الحكومة البريطانية، والتي قامت بمسح شامل لكل المنطقة حيث قام بجمع مواده البريطاني ج. ج. لوريمير J.G. Lorimer، وكانت فترة اعداد الدليل ما بين نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. وهذا الدليل تخصص في تاريخ وجغرافية هذه المناطق، ويتميز بكونه مفصلاً، شاملاً، كاملاً، متسلسلاً زمنياً، فوصف طرق العيش، وأنظمة الحكم، والأسس والعادات، والتقاليد الاجتماعية، والقبائل، كما وصف الأساليب التجارية، والمهنية، والمعتقدات الدينية، والأحوال السياسية، والنشاطات، والموارد الطبيعية، والأطوار الفنية... وقد ظل هذا الدليل سري المحتوى، حتى سنة 1390 هجرية الموافق 1970 م حين سمحت الحكومة البريطانية بنشره.  ومنذ أن رخص بنشره صدرت ترجمتان منه للغة العربية إحداهما في عُمان والأخرى في قطر. وقد احتفيت به لكونه مميز وفريد من نوعه في تفصيل الحياة الاجتماعية آنذاك لقبيلة بني خالد في شرق الجزيرة العربية. ويلاحظ أن بعض العبارات قد أحيطت بالإطار الاستعماري البريطاني القديم (فرق تسد) فيما يتعلق بالقبائل وعلاقاتها ببعض وما يختص بالدين الإسلامي، فيجب ملاحظة ذلك.

بنو خالد أو الخوالد

مفردها خالدي، وهي قبيلة عربية تقيم في شرق الجزيرة العربية، كانت تنتشر في الماضي على بقعة واسعة، ولكن معظم أفرادها يقيمون الآن في سنجق الحسا، وتغلب عليهم صفة البداوة، ولكنهم يتحولون الى حياة الاستقرار شيئا فشيئا.

التوزيع:

يقيم عرب بني خالد الرحل في الجزء الشمالي من جبيل وحتى آبار الحبية كما يقيمون في النصف الشمالي من منطقة البياض. ويتنقلون في الأجزاء الجنوبية من جبيل والبياض عندما تصفو العلاقات بينهم وبين العجمان. كما يتجولون في أراضي الكويت ويصلون أحيانا الى مدينة الكويت ليتزودوا بالمؤن. ولكنهم يصلون في العادة الى جدول المقطع فقط. ويزورون الصمان أحيانا. ولهم مستوطنات دائمة في كل من جزر المسلمية وجنة وتاروت. وقد أقاموا في السنوات القليلة الماضية قريتين على البر الرئيسي أحدهما قرية أم الساهك في واحة القطيف والثانية هي قصر الصبيح في البياض. ويوجد بعضهم في الجشة والكلابية في واحة الأحساء وفي القرى الدائمة في وادي المياه. كما يقيم قليل منهم في البحرين بصفة دائمة والبعض الآخر في مدينة الكويت. كما يتردد بعضهم في زيارات سنوية منتظمة على (عنك) في واحة القطيف ويمكن اعتبارهم مستقرين هناك بصفة جزئية. ويعتقد أن بعض سكان (ملهم) في العارض والزلفي في سدير وعنيزة وقصيبة وربما حب وقصيعة في القصيم والقويعية في الصحراء الجنوبية الغربية من بني خالد. ويشبه عرب بني خالد من سكان عنيزة البدو أكثر من أقربائهم بني تميم.

الديانة والطباع ونمط المعيشة:

يتبعون المذهب المالكي على خلاف كل جيرانهم من الحنابلة السنيين. ويعود السبب في ذلك الى عدائهم التقليدي للوهابيين الذين لا يمكن التفريق بينهم وبين الحنابلة الا بصعوبة.

وهم مهذبون ويعاملون الغرباء بطريقة لائقة وذلك على النقيض من قبائل شرق الجزيرة العربية. ومشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية محدودة للغاية. وخيامهم أكثر اتساعا من خيام البدو الآخرين. وهم أكثر وسامة من البدو الآخرين وبشرتهم فاتحة اللون. وهم حسنو الهندام ويرتدون العباءات في العادة. ويقال إن لهم أسلوبا في إخفاء جزء من وجوههم بمناديلهم. ولهم لهجة عربية تختلف عن العرب الآخرين.

وهم يتجهون الى الساحل في شهور الصيف الثلاثة الحارة للعناية بمزارع النخيل التي يمتلكونها بجواره. ولكنهم يتجولون في مناطق الداخل في بقية السنة. وهم يعملون بصفة رئيسية بتربية الخيول والماشية وزراعة النخيل. ولكن الذين يقيمون على الساحل يعملون بصيد اللؤلؤ والأسماك.

الفروع والأعداد:

 فيما يلي  فروع وأقسام بني خالد وبعض المعلومات التفصيلية التي تمكنا من الحصول عليها:

v   الفرع: العماير-الشعبة: الذواودة-عدد المقاتلين (100) يقيم القليل من الذواودة في اليسرة في البحرين ويمكن اعتبار جزء منهم على أنه يقيم في عنك بواحة القطيف بصفة دائمة. وباقي الذواودة بدو رحل. وشيخهم هو محمد بن عيسى.

v   الفرع: العماير: الشعبة: آل حسن-عدد المقاتلين (600) يقيم القليل من آل حسن في جزيرة المسلمية وجزيرة جنة ولكن معظمهم من البدو. وشيخهم الرئيسي هو فويرس بن محمد ويقول البعض ان الشيخ الرئيسي هو سعود بن حسين.

v   الفرع: العماير-الشعبة: آل خالد-عدد المقاتلين (400) يقيم آل خالد في المسلمية. ويعتبر شيخهم في الوقت الحاضر شبيب بن عقل الشخصية البارزة في الجزيرة ويشغل منصب مدير لدى الأتراك. ويقال إنه كبير شيوخ بني خالد.

v   الفرع: العماير-الشعبة: آل رزين-عدد المقاتلين (150) يقيمون في جزيرة المسلمية أيضا. وشيخهم الحالي هو عدوان بن ناصر.

v   الفرع: العماير-الشعبة: آل شاهين-عدد المقاتلين (100) يقيمون في جزيرة جنة وشيخهم الحالي هو مجدل بن سليمان وهو يشغل منصب مدير الجزيرة من قبل السلطات العثمانية.

v   الفرع: العماير-الشعبة: متنوعة-عدد المقاتلين: (530) بعضهم رحل والبعض الآخر شبه مستقرين في عنك في واحة القطيف كما يقيم بعضهم في جزيرتي المسمية وجنة.

v   الفرع: آل حميد-عدد المقاتلين (20) كان آل حميد الفرع الرئيسي في بني خالد فيما مضى. ومقرهم في ثاج في وادي المياه ويقال إن واحة الأحساء كانت تابعة لهم. ويقال أيضا أن آل مسلم كانوا أحد فروع آل حميد. ويعتقد أن كثيرا منهم اندمجوا في قبيلة المنتفق في العراق. والعدد القليل ممن تبقى منهم في سنجق الحسا هم بدو رحل وشيخهم هو براك بن طلميس السرداح.

v   الفرع: آل جبور-عدد المقاتلين (150) يقيمون في قرية الجشة في واحة الحسا. وشيخهم هو عبد المحسن بن بداح.

v   الفرع: المهاشير-عدد المقاتلين (150) معظمهم من البدو الرحل ويقيم جزء منهم في عنك في واحة القطيف بصفة جزئية. ويقيم بعضهم في جزيرة المسلمية وربما في جزيرة جنة بصفة دائمة، كما يعيش قليل منهم في مدينة الكويت. وشيخهم الحالي هو علي بن علي آل كليب (ويقول آخرون انه مناع من ثنيان).

v   الفرع: آل مقدام-عدد المقاتلين (300) معظمهم من البدو الرحل. وشيخهم هو مرزوق بن عامر آل فياض. ويوجد قسم منهم في الكلابية في واحة الحسا.

v   الفرع: بني نهد-عدد المقاتلين (300) معظمهم من البدو الرحل. وشيخهم هو رجا بن مصبح.

v   الفرع: آل صبيح-الشعبة: آل بوعينين-عدد المقاتلين(000) يقيم آل بوعينين في قطر والبحرين فقط ويجب اعتبارهم الأن قبيلة مستقلة. وقد جاء ذكرهم في مقال خاص بهم.

v   الفرع: آل صبيح-الشعبة-الظهيرات-عدد المقاتلين: (130) يقيمون في قصر آل صبيح. وشيخهم الحالي زيتون بن شديد.

v   الفرع: آل صبيح –الشعبة-الهدهود-عدد المقاتلين (100) يقيمون أيضا في قصر آل صبيح. وشيخهم الحالي هو عبد الله بن عزام.

v   الفرع: آل صبيح-الشعبة-آل حية-عدد المقاتلين (50) جميعهم من البدو الرحل وشيخهم هو جربوع بن مرشد.

v   الفرع: آل صبيح-الشعبة-الحميدات-عدد المقاتلين (000) توجد شعبة الحميدات في قطر والبحرين ويمكن اعتبارهم الآن قبيلة مستقلة. وقد جاء ذكرهم في مقال خاص بهم.

v   الفرع: آل صبيح-الشعبة: آل كتب-عدد المقاتلين (180) يقال ان بني كتب في عمان هم من نفس الأصل وشيخهم في سنجق الحسا الآن هو خالد بن فهد الثواب.

v   الفرع: آل صبيح-الشعبة: مخاصم-عدد المقاتلين (80) كلهم بدو رحل. ولكن شيخهم محمد بن عجران هو شيخ فرع آل صبيح بأكمله.

v   الفرع: آل صبيح-الشعبة: آل زبن-عدد المقاتلين (160) بدو وشيخهم الحالي هو سلطان بن منصور.

v   الفرع: الصبيح-الشعبة: متنوعة-عدد المقاتلين (500) بعضهم بدو رحل والبعض الآخر مستقر في قصر آل صبيح

وينتمي بنو خالد في قرية (ملهم) لفرع يدعى قماز، والمقيمون في الزلفي لفرعين هما دوشان وحمران، وفي القويعية لفرع عرافة وهنالك فرع صغير من البدو الرحل اسمه (كثير) ويقيمون في المنطقة الواقعة الى الكويت بين قبيلة الظفير.

ويبلغ عدد المقاتلين في قبيلة بني خالد 4000 وذلك باستثناء المقاتلين الذين ينتمون الى الفروع التي استقلت عن هيكل القبيلة وأصبحت قبائل مستقلة بذاتها.

وعدد أفراد القبيلة باستثناء فروعها المستقلة حوالي 14000.

التاريخ والوضع السياسي الحالي:

كانت قبيلة بني خالد منذ أقل من قرن ونصف القبيلة الرئيسية في شرق الجزيرة العربية. ويدل على اتساع رقعة أراضيهم أن القوافل بين بغداد وحلب كانت تتعرض للسلب والنهب من قبل رجال هذه القبيلة ولكن الوهابيين كسروا شوكتهم في عام 1795م أو قبل ذلك، وقد أكرهوا على التنازل عن سيادتهم على واحة الأحساء للأمير الوهابي عام 1830. وقد حاول الأتراك السيطرة على سنجق الحسا بالتعاون مع أحد رؤساء بني خالد ولكن هذه المحاولة فشلت.

وهم على علاقة سيئة مع قبيلتي مطير وآل مرة. وقد أنشأ بنو خالد قرية قصر آل صبيح لتسهيل الغارات على هاتين القبيلتين. ولكن بني خالد على علاقة طيبة مع الأتراك. ويدفع الجزء المستقر منهم الزكاة للأتراك. ولكن الباب العالي يوزع عليهم من الهبات أكثر مما يدفعونه بكثير. ويشغل شيخ فرع آل خالد في جزيرة المسلمية منصب المدير من قبل السلطات التركية ويدفعون له راتبا شهريا مقداره 30 دولارا.

ويتقاسمه مع شيخ فرع آل رزين. كما يمنح وجهاء الجزيرة 50 دولارا لكل منهم سنويا. كما يتولى فرع آل شاهين في جزيرة جنة منصب المدير من قبل الأتراك ويتقاضى راتبا شهريا مقداره 30 دولارا. ويعتبر سكان قرية قصر آل صبيح أنفسهم مستقلين عن الأتراك وكذلك البدو الرحل من الفروع الأخرى البعيدين عن مواقع الأتراك.

ثالثا: من كتاب بنو خالد وعلاقتهم بنجد لعبد الكريم الوهبي

بنو خالد ونشأة الكويت

كانت الكويت إحدى المراكز التموينية التي أسسها بنو خالد في وقت مبكر، وسنحاول من خلال تتبع نشأتها الظهور بتصور عام عن دور هذه المراكز وبالتالي مدى نفوذ بني خالد في المنطقة من خلالها قبل استيلائهم على السلطة في الأحساء بصورة نهائية، بغض النظر عما حدث للكويت من تطور ونمو أثر ذلك بحكم موقعها ونزوح العتوب إليها، إضافة إلى عوامل خارجية أخرى الأمر الذي أدى إلى أن تكون من أهم المراكز التجارية في الخليج العربي.

فقد أجمعت المصادر الكويتية على أن بني خالد هم المؤسسون للكويت وإن اختلفوا في تحديد تاريخ تأسيسها.

فهناك من ذكر أن ذلك سنة 1019هـ/1610م، بينما حدده الشيخ مبارك بن صباح سنة 1022هـ/1613م وذلك في خطاب إلى محسن باشا والي البصرة أجابه فيه عن سؤاله عن تاريخ تأسيس الكويت بينما هناك من أشار إلى أنها سنة 1060هـ /1650م على يد عقيل أحد شيوخ بني خالد من آل حميد، وقيل إنها أسست سنة 1070/1660م، وقيل إنها أسست على يد براك آل غرير حوالي سنة 1080هـ /1670م، وقيل سنة 1100هـ/1689م، وقيل بعدها. ويعزو خزعل هذا الاختلاف إلى مراحل تطور الكويت ونموها ، بحيث اعتبر كل مؤرخ مرحلة من مراحل هذا التطور هي نقطة التأسيس الرئيسة فأرخ بها .وفي هذا التعليل اعتراف ضمني بقدم تأسيسها ، والأرجح أنها أسست تدريجيا في حوالي منتصف القرن الحادي عشر الهجري السابع عشر الميلادي على أقرب تقدير ، إذ أن نشاط بني خالد المؤسسين لها بالإجماع كان قويا ومؤثرا في المنطقة منذ النصف الثاني من القرن العاشر الهجري .
بدأ الكويت حصنا صغيرا أقامه أحد شيوخ بني خالد بغرض تخزين المؤن والذخائر اللازمة لإقامته المؤقتة في المراعي المجاورة لها ، وعند غزواته شمالا ، جهة البوادي العراقية ، أو ليكون مأوى لرعاته واتباعه في المناطق القريبة ، وهناك من لا يستبعد أنها أعدت لتكون مركزا لاستقبال الحجاج الايرانيين ومن ثم نقلهم الى مكة المكرمة تحت حراسة بني خالد ، ويبدو أن الزعيم الخالدي وضع في هذا الحصن بعض الأسر كعائلتي المصيبيح والبورسلي ، أو أنهما شاركتا في حراسته من قبل بني خالد ، كما توافد عليه لفيف من البدو وصائدي الأسماك ، وأخذ في النمو البطيء حتى حل فيه العتوب واتخذوه مقر اقامة  لهم .

ويعتبر أبو حاكمة الكويت في بدايتها قرية صغيرة اتخذها بعض الصيادين والبدو مقرا لهم في القرن الحادي عشر الهجري / السابع عشر الميلادي وذلك حول حصن بني خالد حتى قدم عليه العتوب، كما يعتبره في موضع آخر مركزا صغيرا لصيد الأسماك قبل وفود العتوب.

ومن هذا يتبين لنا أن الكويت أسست من قبل بني خالد على شكل حصن صغير بهدف التخزين والحراسة مما يدل على قوة وجودهم وسلطانهم في المنطقة قبل استيلائهم على سلطة الأحساء بزمن طويل، ثم تتابع مع مرور الزمن نزوح السكان إليه حتى استقر فيه العتوب وبدأ مرحلة جديدة.

صلة بنو خالد بالكويت

مما لاشك فيه أن الكويت عندما تأسست كانت ضمن أملاك بني خالد ( إمارة بني خالد ) وتحت سلطتهم المباشرة وعندما مر ، الرحالة ابن علوان بالكويت في 10 جمادى الأولى سنة 1121هـ ذكر أنها بلدة عامرة تشابه الأحساء بعمارتها وأبراجها ، وان كانت أصغر منها ، واشار الى توفر المواد الغذائية وكافة اللوازم كالفاكهة والبطيخ الذي يجلب من البصرة عن طريق رحلات بحرية يومية ، بل انه حين أشار الى توفر الحبوب فيها ورخص أسعارها مقارنة بالأحساء علل هذا بكثرة الواردات من البصرة وغيرها ، ولفت انتباهه منذ أن كان على بعد ثلاثة ايام من الكويت وهو يسير بمحاذاة الساحل حركة المراكب النشطة المرتبطة بمينائها ،وهذا يدل على نمو الكويت وتطورها وتحت السيادة الخالدية قبل وصل العتوب إليها ( يتكون العتوب من ثلاثة فروع آل لصباح وآل خليفة ( حاكم البحرين ) والجلاهمة ) حسب رواية warden ، أو حتى قبل هذا التاريخ بزمن قصير ، وبعد استقرار العتوب فيها بموافقة بني خالد وتحت حمايتهم ، وقد أستمرت الكويت تحت الحكم الخالدي المباشر حتى العقد السابع من القرن الثاني عشر الهجري / السادس من القرن الثامن عشر الميلادي فلم تذكر المصادر المحلية قبل تلك الفترة أي زعيم للكويت بينما أشار warden إلى أن زعيم الكويت سنة 1128هـ / 1716م يدعى سليمان بن أحمد من آل صباح .وقد رجح أبو حاكمة أن المقصود زعيم بني خالد سليمان بن محمد آل حميد غير أن بداية حكم سليمان متأخرة عن ذلك التاريخ بحوالي خمس عشرة سنة ، وقد يكون في تلك الفترة نائبا عن أخيه سعدون في تلك المنطقة .وبعد وفاة سعدون وما تلاه من صراع على السلطة ( في إمارة بني خالد ) خفت قبضة بني خالد على أطراف أملاكهم ومن ضمنها الكويت وإن أستمرت سلطتهم المباشرة عليها حتى نهاية حكم سليمان سنة 1166هـ /1753م وما تلاها من صراع على السلطة إضافة الى  تنامي قوة الدرعية (الدولة الوهابية الناشئة آنذاك.

ففي تلك الفترة تمكنت الكويت من تحقيق نوع من الحكم الذاتي بعد أن أعيد تنظيم علاقتها ببني خالد، إذ يرد أن زعيم بني خالد بعدما شعر بنمو الكويت وتصاعد دور أميرها صباح بن جابر وأسرته طلب تنظيم العلاقة بينهما فبعث عبد الله بن الشيخ صباح للتفاوض حول ذلك بصفته ممثلا للجانب الكويتي، وتم في النهاية الاتفاق على اعتراف بني خالد بزعامة صباح على الكويت مقابل اعترافه بالسيادة الخالدية عليها بصفة دائمة وعدم تعاونه مع منافسيهم.

كما ترد الإشارة إلى استمرار تلك العلاقة الودية بل وتبعية الكويت لبني خالد في رسالة من المستر لاتوش وكيل شركة الهند الشرقية الانجليزية بالبصرة إلى مجلس الإدارة بلندن بتاريخ 3 جمادى الآخر سنة 1190هـ /24يوليو سنة 1776م تتعلق بوضع تجارة الهند أثناء احتلال الفرس للبصرة وإمكانية تحول البضائع إلى ميناء الكويت. وقد جاء في ذلك الخطاب مقاطع نصية من خطاب بتاريخ 20 ربيع الثاني سنة 1190 أرسله إليه قنصل الشركة في حلب حول الموضوع نفسه طالب فيه بضرورة إبقاء الكويت تحت الحكم الخالدي بعيدا عن السيطرة الفارسية.

ومع تلاشي نفوذ بني خالد في تلك الفترة بسبب اشتداد صراعهم مع الدرعية إلا أن الكويت قد حافظت على علاقتها الودية بهم، إذ استضافت زعمائهم في الأوقات العصيبة التي واجهتهم عند نهاية حكمهم، وبعد أن زال حكم بني خالد عن المنطقة أصبحت الكويت وحدة مستقلة بذاتها معتمدة على سياسة عبد الله بن صباح الحكيمة إضافة إلى علاقتها الحسنة بشركة الهند الشرقية الانجليزية.

رابعا :(نقرة بني خالد) من كتاب المنطقة الشرقية، لحمد الجاسر:

تحدث عن (نقرة بني خالد) فقال: وهي الأرض المنخفضة عما حولها، وبنو خالد القبيلة التي كانت مسيطرة على بلاد الأحساء وما حولها في القرن الحادي عشر وما بعده، وهم على ما اتضح لي خليط من القبائل، وأكثرهم من بقايا عبد القيس. والأرض الممتدة بمحاذاة ساحل البحر الممتد من العقير حتى رأس الخفجي يحف بها من الغرب أغوار منخفضة، لها أسماء متعددة، فجنوبها يدعى الجوف، والأجواف ثم وادي المياه، والستار ووادي الستارين ثم القاعة، والسودة. وهذه الأراضي المنخفضة تكثر بها المياه وتطيب مراعيها حين ينزل فيها المطر فترغب البادية نزولها لرعي أنعامها. وبنو خالد أكثرهم بادية، ومتحضروهم من أمراء البلاد يعيشون عيشة البادية فيألفون البر، وتربية الأنعام. ولهذا فقد كانوا يتخذون من تلك الأغوار مرابع ومراتع لهم. ولما لهم من حكم في تلك البلاد وقوة وسيطرة منعوا غير قومهم من أبناء البادية من الاستقرار فيها وحموها عن غيرهم حتى أصبحت معروفة بهم الى عهد قريب. أما الآن فقد ضعف نفوذ بني خالد، بل زال، وأصبح الناس متساوون في ارتياد تلك الأرض لرعيها، وحلتها قبائل أخرى من العوازم والعجمان وبني هاجر وغيرهم، وأصبحت لا تسمع للخالدي فيها بذكر، باستثناء الحضري المقيم في القرى.