نبذة تعريفية مختصرة عن بني لام الذين غادروا (نجد) على دفعات ، ابتداء من منتصف القرن العاشر وذلك الى شرق الجزيرة ثم الى العراق ، بحيث لم يمضي القرن الثالث عشر الا ومعظم قبائل بني لام غادرت الجزيرة العربية
بنو لام بن عمرو
بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن
جديلة بن سعد بن فطرة بن طيئ. ولام هو جد الصحابي أوس بن حارثة بن لام. وهم بيت الرئاسة في قبائل جديلة الطائية.
وأوس بن حارثة اللامي من أشهر قادة قبائل جديلة وعموم طيئ، والذي تفتخر قبائل بني لام بالانتساب اليه حيث يُعد من مشاهير العرب
قاطبة، وقد وفد على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في سبعين راكباً من قومه
فبايعوه على الإسلام.
وكانت
مساكنهم (جبلي طيء) المشهورين بشمالي نجد، ومن مواطنهم (الغوطة) وهي الأرض
المنخفضة الواقعة غرب الجبلين وكانت تعرف بغوطة بني لام. ثم انتقلوا من الجبلين في شمالي نجد إلى عالية نجد، قرابة القرن
الخامس الهجري. وقد كثروا، وكانت لهم منعة وقوة حتى ضُرِب بكثرتهم المثل الذي
يقول: (يشبع بني لام)
لكثرتهم. فكانت لهم الشوكة والقوة والغلبة على قبائل نجد، وما بين المدينة المنورة
والعراق.
واتسعت
بلادهم وامتد نفوذهم من الجبلين غربا الى قرب المدينة المنورة، فنجد في أقدم خريطة
رسمت للجزيرة العربية في أول عهد الدولة التركية وضع اسم (لام) من القبائل المنتشرة حول المدينة المنورة، شرقها
وشمالها، حتى الجبلين، وأعالي وادي الرمة.
ومما
قيل في مدح بني لام
شعرا:
1-
قول الحطيئة:
كيف الهجاء وما تنفك صالحة |
من آل لام بظهر الغيب
تأتيني |
جادت لهم مضر العلياء بمجدهم |
وأحرزوا مجدهم حينا الى حين |
قول
أبو الطمحان القيني:
وَأَصبرُ يَوماً لا تُوارى
مَواكِبُه |
|
فَإِنَّ بَني لأم بنِ عمرٍو
أَرومَةٌ |
عَلَت فَوقَ صَعبٍ لا تَنالُ
مَراقِبُه |
أَضاءَت
لَهُم أَحسابُهُم وَوُجوهُهُم |
دُجى
اللَيلِ حَتّى نَظَّمَ الجَزعَ ثاقِبُه |
لَهُم
مَجلِسٌ لا يُحصَرونَ عَنِ النَدى |
إِذا
مَطلَبُ المَعروفِ أَجدَبَ راكِبُه |
وَإِنّي
مِنَ القَومِ الَّذينَ هُمُ هُمُ |
إِذا
ماتَ مِنهُم سَيِّدٌ قامَ صاحِبُه |
نُجومُ
سَماءٍ كُلَّما غابَ كَوكَبٌ |
بَدا
كَوكَبٌ تَأوي إِلَيهِ كَواكِبُه |
وَمازالَ
مِنهُم حَيثُ كانَ مُسَوَّدٌ |
تَسيرُ
المَنايا حَيثُ سارَت كَتائِبُه |
ويروى
أن ابن عروج شيخ آل كثير، (زعيم بنـــي لام)
في عصره، قاد أطول غزوة لبني لام،
عرفتها قبائل العرب على الاطلاق، امتدت من نجد، الى الأحساء، الى القطيف، الى أقصى
بلاد الشام، ثم عاد الى نجد. وقد دل على ذلك القصيدة النبطية المشهورة، في تلك
الغزوة الكبيرة، ومنها هذه الأبيات التي تذكر ناقة الشيخ، والديار التي غزاها:
قطّع
عليك ديار قوم تخيفـــــــــــــــــي
تسعين ليلة راكـب الهجـن ما
نـــــــــــام
أقفى
عليك مـن الحسـا للقطيفي لحـوران والحــرّة إلى نقــرة
الشــــــــــــــــــــام
وتدمر
وصلها وخمها مستخيفي وشبيح والضاحك وقــديــم الأقـدام
وعادوا
على العارض ركاب تهيفي يتلون ابـن عـرّوج مقـدم بنــــــــــــــي لام
وقال
الأديب والشاعر النجدي، عبد الله ابن خميس في كتابه (مغاني الديار) في بني لام، أنهم القبيلة الكبيرة ذات الأثر والسلطة
السابقة في (نجد) خصوصا في (اليمامة)، وفي قصيدة له في بعض الممالك التي حكمت
نجداً في الماضي والتي ذكر منها (بني لام بقبائلها
الثلاث) ومنها هذه الأبيات:
والعصافير والجبور وبني لام وكثير وفضل ذو العمـــــــــــران
والمغيرون
اخوة مع فضـــــل وكثير والكــل مـــــــــن لام دان
ملكوا
سرة اليمامة عهـــــدا ومضوا في البلاد فان وعان
ملحوظة: حيث ورد في كتاب (رحلة الى نجد) أعلاه أن آل كثير من بني خالد، ففيما يلي بعض الإيضاحات حول ذلك:
ذكر
الباحث أيمن النفجان في كتابه (الفضول) أنه دار الكثير من الجدل لدى النسابين عن
بني خالد اللامية والتي وردت بعض أخبارها لدى مؤرخي الحجاز منها:
في سنة 969ه، لم يحج الشريف أبو نمى ولم يحضر الموسم لغيبته في الشرق لحرب فئة تدعى بني خالد من طوائف عربان بني لام. (1) ويعود سبب الخلاف حول بني خالد اللامية الى أن العديد من القبائل التي تحمل اللقب ولها أنساب مختلفة، ويبدو لي أن بني خالد اللامية ماهي الا خالد الحجاز الطائية التي ورد ذكرها عند قدماء النسابين كالقلقشندي وابن فضل الله، ويفهم من عبارة ابن لعبون في تاريخه: "آل كثير والفضول هم بني خالد" أن الجزء الأكبر منهم قد دخلوا في قبيلة الفضول حيث لا يعرف اليوم من الأسر أو عشائر من ينتسب لبني خالد اللامية وبحث الدكتور عبد الكريم الوهبي عن بني خالد اللامية هو الأكثر افادة في هذا الشأن (2). ولعل من المفيد الإشارة الى أن الفضول كانت تربطهم علاقة حلف متينة مع بني خالد حكام شرق الجزيرة العربية وخاصة شيوخهم، آل حميد (عرفوا لاحقا بآل عريعر) (3). ولذلك فان بعض عشائر بني لام الذين بقوا في الأحساء بعد رحيل القبيلة تحالفوا مع بني خالد، وهذه العلاقة المتينة أوقعت بعض النسابين في الكثير من الوهم في نسب القبيلتين.
1-
الدرر
الفرائد، ج 1 ص703
2-
للمزيد من التفصيل
راجع كتاب بنو خالد وعلاقتهم بنجد، تأليف عبد الكريم الوهبي ص 64.
3-
يفيد الموروث
المتناقل لدى العديد من كبار السن أن بني لام وبني خالد كانت تربطهم علاقة حلف
متينة، وهناك العديد من القصص والأشعار المتوارثة التي تؤيد ذلك، حيث يذكر أن ابن
جاسر وابن عريعر كانت تربطهم ما كان يعرف لدى البادية بالاخواة، وهو حلف يفدي فيه
الحليفين بعضهم بدم، وهناك العديد من الدلائل التي تؤيد ذلك منها:
أ-
الخبر الذي
أورده الجزيري عن أخذ ابن غزي(الفضلي) وابن عجل (المغيري) وابن حميد(الخالدي)
الحاج العراقي سنة 962ه.
ب-
أيضا استنتج
الوهبي في كتابه أن هناك علاقة ودية بين الفضول وبني خالد من خلال قراءته للمصادر
التاريخية ص189.
ت-
قصة الفضلي
التي نقلها ابن منديل وفيها يعد ابن عريعر الفضلي خارجا عن قبيلة بني خالد.
ث- وفي بحث للأخ خالد النذير، عن تاريخ الأسر اللامية (آل كثير والفضول والمغيرة) في الأحساء لاحظ بروز الأسر اللامية كزعامات أثناء حكم ابن عريعر، بالإضافة الى اعتقاد الكثير من كبار السن من بني خالد أن الفضول بطن من بني خالد. (انتهى)..
وفروع
بنو لام في القرن التاسع، كما ذكرها أيمن النفجان في كتابه المشار اليه بعالية، هم: المفارجة وبني خالد والظفير والفضول واَل كثير واَل مغيرة. وأضاف: وفي القرن
العاشر الهجري، انتقلت قبائل بني لام لشرق الجزيرة ومن ثم للعراق على مراحل، ولم
يأتِ القرن الثالث عشر، الا ومعظمهم قد انتقل للعراق.
أما عبد الرحمن المغيري في كتابه (المنتخب) فيرى أن من بطون بني لام، الكثران وبنو خالد، وهم خالد الحجاز، من بني أبي بن غنم بن حارثة بن ثوب بن معن بن عتود بن حارثة بن لام. ثم قال: ومن بطون أجود، بنو خالد المتقدم ذكرهم في عرب الحجاز. وقد اتجهت منهم فرقة الى نجد مع بني لام في القرن التاسع من الهجرة.
ويرى
الشيخ حمد الجاسر في كتابه (أنساب الأسر المتحضرة في نجد) أن القسم الذي كان يعيش
من قبيلة بني خالد في نجد دخل تحت سيطرة بني لام عند اشتداد شوكتهم وقوتهم واتساع نفوذهم في القرن الثامن الهجري وما
قبله.
ومما سبق نستخلص في نسب بني خالد في الأحساء موضوع بحثنا الآراء التالية:
أولا: من عدها قحطانية:
أ-
من نسبها الى طيء (غزية من بني لام) من قحطان والأرجح ان هذا ينطبق على زعمائهم آل حميد، وكذلك فروعهم، من
خالد الحجاز مثل الدعم وآل جناح.
ب-
نسبتها الى بني مهدي من جذام، وهذا أمر محتمل في أحد فروعها وهو آل صبيح.
ثانيا: من عدها عدنانية:
أ- من نسبها الى عامر بن صعصعة من هوازن العدنانية.
وهذا النسب ينطبق على البطون الموجودة في المنطقة قبل مقدم خالد الحجاز مثل الجبور
والعماير.
ب-
من نسبها الى بني مخزوم القرشية العدنانية وتعميم هذا النسب على جميع بني
خالد أمر بعيد الاحتمال.
أما رواية أيوب صبري فحديثة العهد، وليس هناك ما يسندها خصوصاً أنه أوصل
نسب آل عريعر إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه المختلف في بقاء عقبه، ثم إن هذا
الانتساب لو كان صحيحاً لاعتز به آل عريعر ولذكره مؤرخو المنطقة من معاصريهم لشرف
هذا النسب وعلو منزلته.
أما رواية العزاوي فيمكن ان تنطبق على خالد الشام فقط ولا علاقة لها على
الأرجح ببني خالد في نجد والأحساء.
ت- من نسبها الى بني عبد القيس العدنانية وذهب الى
هذا أحد المعاصرين ورسم شجرة تفرعهم من عبد القيس.
وهذا الرأي لم أجد ما يسنده من المصادر التي قبله الا إذا كان يستند على ان
بني عبد القيس هم سكان المنطقة الأوائل ولم يذكر لهم هجرة عن المنطقة وان بني خالد
امتداد لهم وهذا استناد ضعيف ولا يمكن الاعتماد عليه في نسبة بني خالد الى بني عبد
القيس نتيجة لما يلي:
1-
ان المنطقة كانت منذ القدم تسكنها قبائل أخرى كتميم وبكر بن وائل والأزد،
فلم تقتصر على بني عبد القيس وحدهم.
2-
هجرة بعض القبائل الأخرى في فترات متلاحقة مثل عامر بن صعصعة الهوازنية الى
المنطقة بحكم الجوار وأثناء ظهور حركة القرامطة.
3-
وجود قبائل خالدية تنسب الى عامر بن صعصعة في المنطقة أو في المناطق
المجاورة لها.
4- ان هناك بعضا من خالد الحجاز قدم الى المنطقة في
عصر متأخر ولا زال يحتفظ باسمه حتى اليوم كآل جناح والدعم وغيرهما.
أما بالنسبة لرأي الجاسر من ان العماير من بني خالد ينسبون الى عبد القيس
فأمر محتمل ولكن هناك من الشواهد ما يضعفه. فرواية السيابي عن عمور بني عبد القيس
وهجرتهم لعمان وتغلب القرامطة على بني عبد القيس في الاحساء، والقطيف ومحاولة
ابادتهم كلها تدل على زوال بني عبد القيس كقوة قبلية مما دفع بقاياهم الى الانضواء
تحت القبائل المجاورة أو الاستقرار والتحضر في الأحساء والقطيف أو الهجرة هربا من
القرامطة فإن وجدت بقايا لبني عبد القيس فالأرجح انها ذابت في العديد من القبائل
ومن ضمنها بنو خالد ولم يعد لها أي فرع مستقل في بني خالد يمكن ان ينسب اليها.
وتجدر الاشارة الى ان معظم من نسبها في قحطان أو عدنان من المعاصرين لم ينف
وجود من ينضم اليها من قبائل أخرى بسبب الاختلاط والتحالف القبلي.
وقد أشكل هذا الأمر على الدباغ فنسب بني خالد الى قحطان ثم نسب قحطان الى
عدنان!
وذكر الحقيل رأيا آخر يتضمن تشكل بني خالد من أحلاف قحطانية وعدنانية دون
تفصيل ولكنه عندما تحدث عن الفروع نسب بعضها الى القبائل المعاصرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق