الجمعة، 5 يونيو 2020

نبذة مختصرة لمن يبحث في الأنساب

علم الأنساب في مجمله ظني، وقائم على الاستفاضة والرواية والقرائن والشواهد. لذا فان تحديد نسب القبائل المعاصرة وإرجاعها إلى أصولها القديمة من قحطانية وعدنانية، على وجه الدقة والجزم به كخبر ثابت والبت فيه أمر من الصعوبة بمكان، بسبب تداخل القبائل منذ القدم وتشابه أسمائها بالإضافة إلى انقطاع تدوين الأنساب منذ زمن بعيد.
وقد تطرق لذلك علماء الأنساب قديما وحديثا ومنهم على سبيل المثال لا الحصر:

  1.  الهمداني (334هـ) في كتابه (صفة جزيرة العرب) قال : وكذلك سبيل كل قبيلة من البادية تضاهي باسمها قبيلة أشهر منها ، فانها تكاد أن تتحصل نحوها وتنسب اليها ، رأينا ذلك كثيرا.
  2.  ابن فضل الله العمري (ت 749هـ) في كتابه (مسالك الأبصار) «وقد ذكرناهم (العرب) على ما هم عليه الآن من النسب مع ما حصل من التداخل في الأنساب والتباين في الأسباب والتنقل في الديار والتبدل بالأقطار»
  3. - ابن خلدون (ت 808ه) في تاريخه: "من البين أن بعضاً من أهل الأنساب يسقط إلى أهل نسب آخر بقرابة إليهم أو حلف أو ولاء أو لفرار من قومه بجناية أصابها فيدعى بنسب هؤلاء ويعد منهم في ثمراته من النعرة والقود وحمل الديات وسائر الأحوال‏. ‏وإذا وجدت ثمرات النسب فكأنه وجد لأنه لا معنى لكونه من هؤلاء ومن هؤلاء إلا جريان أحكامهم وأحوالهم عليه وكأنه التحم بهم‏".
  4.   حمد المغيري(ت1364هـ) في كتابه (المنتخب)"ان العرب كما هو المشاهد منهم أنه يكون أحدهم في قبيلة وينتسب إلى غيرها، وكان السبب اختلاط بعضهم ببعض بالحلف والمصاهرة، وكف الولاية بعضهم عن بعض؛ فبذلك اختلطوا، ومع ذلك حفظوا أحسابهم وأنسابهم؛ فلا يدعى أحد لغير أبيه، ولا ينتسب إلا لقبيلته في أي حال وفي أي مكان. وكان يوجد فيهم من ينسب نفسه إلى نفسه إلى قحطان، والعدناني إلى عدنان".
  5.  الشيخ حمد الجاسر(ت1421ه) في تقديمه لكتاب (تحفة المستفيد) لابن عبد القادر، وكتاب (أنساب الأسر الحاكمة) لابن عقيل الظاهري قال "وإذا كان المتقدمون من علماء النسب كابن حزم (456هـ) والقلقشندي (821هـ) وأضرابهما لم يتمكنوا من ربط قبائل معروفة بأصولها القديمة مع سهولة ربطها في ذلك العهد فإن في هذا ما يحملنا على أن نجد العذر لمؤلفنا الفاضل. وان الباحث في أنساب قبائل الجزيرة العربية، لا يجد قبيلة واحدة من القبائل العربية لاتزال باقية على صراحة نسبها القديم، لم تخالط أحدا، ولم تدخل فيها عناصر لا تتصل معها في صريح نسبها. وأن جذمي العرب اللذين كان المتقدمون يرجعون أنساب القبائل العربية الموجودة اليهما وهما (عدنان) و(قحطان) قد حصل الامتزاج والتداخل بين جميع من ينسب اليهما، بحيث لا يستطيع الباحث في أصول الأنساب في عصرنا أن يجزم بأن القبيلة الفلانية في عهدنا قحطانية أو عدنانية بين جميع القبائل التي تعيش وسط الجزيرة أو غربها أو شرقها أو شمالها باستثناء بعض القبائل التي لا تزال منعزلة في أقاصي اليمن، أو في شعاف سروات الحجاز الغربية الجنوبية. وأن الامتزاج والاختلاط بين قبائل الجزيرة نشأ مع نشوء تلك القبائل نفسها، لأن حياة القبيلة كانت تقوم على أساس التجمع بمختلف الوسائل، كالقرابة والتحالف والتجاور، والتشارك في المنافع. وأن كثيرا من القبائل التي كانت مشهورة في العصر الجاهلي وفي صدر الاسلام حينما هاجرت من مواطنها القديمة بقي لها بقايا، منها من حافظ على نسب القبيلة القديم، ومنها من اندمج في قبيلة أقوى وأشهر من قبيلته التي ضعفت بسبب التفرق أو غيره من الأسباب".
  6.   د. عمر السلمي في (فوائد وضوابط في علم النسب)"أن الأصل في القبائل الحديثة هو الحلف، فهي فروع تجمعت من جذمي العرب عدنان وقحطان، ثم اندمجت مع بعضها بحيث لا يمكن تمييز ذلك عدا بعض الفروع التي تنتسب الى علم له شهرة وحفظوا نسبهم كابرا عن كابر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آل جناح كما غيرهم من فروع خالد الحجاز ليسوا من بني خالد المعاصرين

  اطلعت على موضوع قديم على الانترنت (فترة المنتديات)، بخصوص آل جناح أحد فروع خالد الحجاز المنقرضة كيانا منذ قرون، في خضم حملاتهم الدعائية في...