الجمعة، 6 أغسطس 2021

بنو خالد (مقتطف من كتاب آل حميد وامارة آل عريعر/بندر بن عبد المحسن آل عريعر)

 

نسب بني خالد من كتاب: آل حميد وإمارة آل عريعر.

المؤلف/ بندر بن عبد المحسن بن فيصل آل مشاري آل عريعر.

منقول بحذافيره. (عدا السهو والخطأ غير المتعمد ان وجدا).

 

نبذة مختصرة عن آل حميد الذين ينتسب لهم بيت الإمارة في بني خالد:

الشيخ حميد الخالدي: ويترجح وجوده ضمن رهط قبلي قوي بعد عام 850ه مع أبناء عمومته من الجبريين وغيرهم بدليل أن ابنه المشهور حميد (ابن حميد) وأخواله هم حكام دولة الجبريين العقيليين العامريين من صعصعة من مضر من عدنان العقيليين وخاله مقرن بن زامل وذكرته المصادر البرتغالية عام ۹۲۷ه-1521م.

ابن حميد على الراجح من الأقوال من صفاته زعيم عشائري قوي في قبيلته کونه حاكم البحرين والقطيف وقائدا لقيادة قوات الجبريين المدافعة عن البحرين أثناء هجوم البرتغاليين الفاشل عليها عام ۹۲۹ ه- ۱۰۲۰ م، وقد تولى تلك القيادة بحكم منصبه ونيابة عن خاله الغائب لأداء فريضة الحج، ثم شارك في شعبان عام ۹۲۷ه-1521م في معركة البحرين ضد الغزو البرتغالي تحت إمرة خاله مقرن، ثم يتولى قيادة قوات الجبريين في انسحابهم من البحرين إلى الأحساء بعد هزيمتها، وعلى إثر ذلك مقتل مقرن بن زامل أثناء المعركة بعد مقاومة باسلة الأمر الذي ادي لإضعاف الروح المعنوية للقوات الجبرية.

 

والخلاصة:

برزت أسرة آل حمید (حتى وإن كانت حلفا) في القبائل العقيلية العامرية كأسرة حاكمة ذات قوة ونفوذ، ومن سلالة هذه الأسرة عريعر بن دجين آل حميد الذي حكم عام 1166ه، ولم يكن هناك قبله عريعر غيره، ثم اشتهر تسمية بيت الإمارة في آل محمد آل عريعر (بيت الحكم في قبيلة بني خالد) بقيادة آل حميد قامت قبيلة بني خالد بممارسة الدور التقليدي القديم للقبائل العامرية في قيادة وحماية قوافل الصحراء التي تعبر المنطقة الجغرافية سواء للتجارة أو الحج، وتأديب القبائل التي تخرج عن الأنظمة التي سنوها.

 

فترات حكم آل حميد دولة بني خالد: كان حكمهم على فترتين:

الأولى: منذ (۱۰۷۲ه حتی ۱۲۱۲ه) والمؤسس (براك بن غرير).

الثانية: منذ (1234 ه حتی 1245ه) في معركة السبية عام 1245ه.

والمتحتم تاريخيا أن آل حميد هم امتداد لأبناء عمومتهم من الجبريين العقيليين الذين حكموا المنطقة قبلهم، وهم أخوال أجداد السلالة من آل عريعر وأبناء عمومتهم.

من هم آل عريعر الآن (بيت الحكم في إمارة بني خالد) من آل حميد:

 

تنبيه ضروري

اسم "آل عريعر" صار علما على أسرة الإمارة كلها لا على ذرية عريعر بن دجين، فإذا نفيت منه أسرة من الأسر فُهم أنه إخراج لها من سلالة المشيخة في بني خالد، ومعلوم أن هذا غير صحيح، ولكن ظروف البحث التاريخي والتوثيق يستلزم هذا الإيضاح، فإن أسرة آل عريعر (آل مشاري وآل سعدون) وآل عبيد الله بن غرير (آل سرداح). وآل هزاع بن غرير (آل عمر وعلي) وآل حسين بن عثمان (آل نایف) من آل حمید من سلالة المشيخة والإمارة، وهم شركاء في الحسب والنسب والتاريخ. وان كانت الإمارة تاريخيا قد استقرت في ذرية عريعر بن دجين تحديدا. وهذا البحث فيه معنی غیر مقصود حني عند بعض المتخصصين وغير المتخصصين في التاريخ والمدققين وغير المدققين في التاريخ بأنه إخراج لغير سلالة عريعر دجين من بيت الإمارة فليتنبه له، وعلى هذا جرى التنويه.

 

هذا البحث للتوثيق والمعرفة: سؤال شباب الأسرة من آل عريعر ومن غيرهم أجده حقا ومطلبا شريفا ويتماشى مع ما تمليه الثقافة والأصالة دون التعرض لأحد من الناس بما يتعارض مع توجيه الإسلام، فكل ما ذكر وما سيذكر للفائدة وكتابة الجواب وتوثيقة لطلبهم ولطلب غيرهم، وسؤالهم يدل على النباهة والحرص والبحث عن المعرفة وتوضيح الأمور كما ينبغي من كتابتها وتوثيقها في مثل هذا الوقت الذي يحتاج لجمع ما يتعلق بالمعلومة التاريخية الصحيحة من مصدر موثوق نسأل الله التوفيق والهداية والحمد لله رب العالمين.

وختاما: ما أجمل قول إبراهيم الصولي رحمه الله: (المتصفح للكتاب أبصر بمواقع الخلل من منشئه). وقال القاضي عبد الرحيم علي البيساني: (إنما رأيت أنه لا يكتب إنسان كتابا في يومه، إلا وقال في غده: لو غيرت هذا لكان أحسن، ولو زید کذا لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر). نسأل الله أن يوفقنا لما يرضيه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

نبذة مختصرة من أخبار آل حميد -بني خالد -آل عريعر

 إرث عظيم من الأجداد يتلقاه الأحفاد ليكملوا المسيرة في رعاية السيرة وإيضاحها وجعلها ناصعة بينة لا لبس فيها ولا تعقيد، وكل ذلك محكوم بقواعد نفيسة عظيمة من ديننا الإسلامي العظيم في القرآن العظيم والسنة النبوية المطهرة وعناية بالمدونات العلمية التاريخية بضبط المنقول وإيضاحه للمتلقي بعد تبينه من الناقل والمعتني به.

وقد اعتنيت عبر عقود طويلة بالاطلاع على ما كتب عن الأسرة من مختلف المصادر ومراجعة الأدلة والوثائق المعتمدة والموثوقة وما هو أقل منها للموافق والمخالف، وقد وجدت خلافات دارت سابقا وما زالت في قضايا تهمنا کسلالة لهذا البيت (آل عريعر) الذي ذهب الناس مذاهب شتى في الحديث عنه، الكثير ممن هم أقدارهم ومكانتهم، فمنهم من توفي رحمه الله، ومنهم من لايزال على قيد الحياة، وهناك غيرهم ممن يكتب ما يوافق عقيدته وفهمه للنصوص.

ومنهم المجتهد والمحقق، ومنهم من ليس سوى ناقل فيخلط الحابل بالنابل فعقدت العزم لكتابة بحث يناسب الحال والوسع والطاقة للعناية بالعائلة والحديث عن أبرز رجالها وبعض المعلومات والوثائق المهمة لمن يرغب بالتزود بنبذة يسيرة عن العائلة في تاريخها ونسبها ورجالها وبعض المتغيرات والتي أتناولها من داخل البيت.

ومن العمود الفقري للسلالة ومن عقيدة مؤصلة بالدليل القاطع، أو ما يغلب عليه الظن من خلال الأدلة الواضحة الصريحة والوثائق التي بين يدي وجمعتها عبر عقود لخصوصية الحالة وأهميتها، ونفي كل ما يشوش ذهن المنتسب للعائلة أو الباحث عن الحقيقة دون الوصاية على نسب العائلة وإثبات كونها هي مرجع التكوين لقبيلة بني خالد، وأصل الانتساب مهما دخل فيها من تحالفات من الفروع العقيلية الأخرى، أو من فروع قبلية أخرى كثيرة العدد أو قليلة العدد مشتهرة أو غير مشتهرة فهنا نتحدث عن أصل تكوين القبيلة وعموده الفقري.

والذي بدونه لن تتكون ولم يكن من قيادة تجمعها لمحاربة التجمع المخالف بعد تعاقب دول مختلفة تجتمع مع بني خالد في العقيلية، وقد تختلف عبر قرون طويلة.

وهناك أصل الكتاب المدون بكل ما في معرفتي وخبرتي عن السلالة آل حميد وآل عريعر أمراء بني خالد بالتفصيل الذي أحتاجه كمرجع لي أستقي منه ما سأدونه في المختصر الذي سينشر على شكل دلیل وكتيب، يؤكد ما يجب أن يذكر عن تاريخ آل حميد، وهم أصل السلالة آل عريعر ومحتواهم وهم أمراء ومؤسسو التكوين القبلي المسمى بني خالد، وبه اشتهروا وانتسب لهم الناس بسببه بكل تنوعهم القبلي والحضري وعبر عقود طويلة من الحكم للقبيلة ورجالها والذي لم يتول الإمارة فيها منذ ثورة سعدون بن حميد وحتى نهاية الدولة والإمارة سواهم من سائر الفروع التي انضمت لهم وشاركوهم حروبهم وكانوا معهم أو انقلبوا عليهم فالأصل هنا ثابت (عُلّل سبب النسبة أولم يعلل). وهو سلالة آل حميد آل عريعر أمراء الدولة الخالدية، وهذا أمر لم يفطن له البعض من المؤرخين على جلالة قدرهم ومكانتهم وذكائهم فلم يكن لديهم تصور حقيقي لهذه الجزئية بالذات فينتقلون مباشرة لصورة نمطية تبعدهم عن أصل تكوين القبيلة ومن له المرجع في تحديد موقعهم من التاريخ والانتساب فمارس البعض عليهم ظنا منه أنه على الحق مبدأ الوصاية التاريخية أو شبه الوصاية وتعصب البعض ضد الحقيقة الناصعة، وساروا في دروب مظلمة مدلهمة ذهبت بهم شرقا وغربا، ولم يفطنوا للحقيقة الماثلة أمامهم:

إن آل عريعر من آل حميد أمراء قبيلة بني خالد منضبطة تواريخهم ومنضبطة أنسابهم ومعروف من بقي، ومن انقطع نسله، وبقي تاريخه كحاكم حتى نهاية الدولة، فربطت بمتشابه من الأسماء مرة في القرن السادس ومرارا في قرون متقدمة، فنسبوا مرة لبني مخزوم ومرارا لطيء ومرة لقحطان، ومرة جاؤوا من بيشة الجنوب، ومرة من الشام، وقد تصلنا آراء أن آل حميد جاؤوا من بلاد يستحيل في ظل فحص ومراجعة الهجرات للقبائل العربية والتنقلات البشرية قدومهم منها.

لذلك جمعت طوال عقود كل ما يتعلق بهذا النسب والسلالة، وراجعت من أثق بعلمهم وفهمهم، وناقشتهم وناقشت غيرهم، فكانت الحصيلة مرجما ضخما مها سيكون أصلا لكتابا ودعته خلاصة بحوثی لعقود طويلة، وكلما ظفرت بجديد اضفته له لیبقی مرجعا تاريخيا للسلالة بإذن الله وسينشر منه کتاب میسر مختصر صالح للنشر للعامة والخاصة دون ذكر إلا للتفاصيل والوثائق التي تثبت بعض الوقائع المهمة وباقي الوثائق التي قد لاتهم الآخرين لن تنشر إلا لمن يرغب بالبحث والاطلاع؛ إذ ليس كل ما يعلم يقال، وليس كل ما يقال ينشر، ومن أراد الحقيقة وجدها عند مصادرها الحقيقية والأصلية والمؤهلة للبت فيها، وذكر التفاصيل التي هي مآل اللفظ والمعلومة التي تهم طالب الحق لا المعاند والباحث عن الجدل بما لا طائل تحته من نقاش وحديث يملأ الدنيا ضجيجا، ثم لا یکون سوی زوبعة في فنجان رضي من رضي وغضب من غضب، فلا بد في نهاية الأمر من وضع النقاط على الحروف، وكل حرف لم يتضح سيكون وضوحه بإذن الله في المختصر مع بقاء الدليل الموسع الكبير في الحفظ والصون مرجعا للسلالة وطالب الحق منهم ومن غيرهم وكل شيء له أوانه.

 

 

من هم آل حميد؟!

الجد حميد - رحمه الله - علامة فارقة لم تتكرر قبله لذلك كل من يبحث يتوقف عند اسم آل حميد ثم يمضي في التنظير والبحث عن أصول القبيلة والبحث عن المتشابه من الأسماء بالانطلاق من مسمى القبيلة (بني خالد) والذي بدأ بعد قرن من وجود سلالة الجد حميد ولم يذكر سابقا متعلقا بحميد ثم ابنه ابن حميد (ربيعة)، وكما في النصوص التاريخية فقد انطلق المسمى يشار لسعدون بن ربيعة بن حميد في أثناء الوثائق العثمانية عند وصف ثورة أمير البر والبدو والصحراء المعترف به في الوثائق العثمانية، وبناء عليه تم اعتماده وتعيينه من قبلهم لضمان ولائه وهو الداهية العربي سعدون آل حميد، والذي كان يحمل طاقة عقلية وجسدية وجاذبية وتخطيطا دفع الآخرين للالتحاق به كقائد ينظم تلك الجموع والقبائل وبعض عمال الدولة العثمانية لتحقيق خطوات ثورته ضد الوجود العثماني وسعيا لتكوين دولة وامارة ولو على مستوى التأسيس والذي تحقق في سلالته بعد قرن ونيف على يد المؤسس لدولة وقبيلة (بني خالد) براك بن غرير بن عثمان بن سعدون آل حميد عام 1076ه، ولا يعرف أمير تولى شؤون الامارة ومن ثم القبيلة طوال مدة الحكم من غير سلالة آل حميد العقيلية(وان كانت حلفا) فلذا لا يتصور حاكمية لفرع آخر عقيلي أو طائي أو مخزومي أو غيره من أعمدة النسب المقبولة أو المصنوعة للقبيلة مهما كان القائل بها أو منزلته أو عصره الذي كتب فيه معلوماته ومهما كانت الجهة الرسمية وغير الرسمية التي تتبنى رأيا يخالف هذا الرأي الذي هو الشمس في رابعة النهار لمن أبصر وتريث.

 

 


الأحد، 14 فبراير 2021

أسباب تكون الأحلاف في القبائل المعاصرة

 

من / فوائد وضوابط في الأنساب للدكتور عمر السلمي

أسباب تكوين الأحلاف في القبائل المعاصرة

الأصل في تكوين القبائل الحديثة ذات الفروع والبطون الكثيرة هو الحلف؛ وغالب هذه البطون تحتفظ بأنسابها بالرواية الشفوية؛ وهناك أسباب كثيرة أدت إلى تكوين الأحلاف وكثرتها في القبائل المعاصرة الكبيرة من أهمها:

1-      سهولة الحلف عند العرب؛ وقد كان موجودًا في الجاهلية غير أنه كان قليلاً بخلاف العصور الحديثة؛ وكان الغالب في الأحلاف الحديثة أن يذبح الحليف شاة يسمونها شاة الحلف ثم يدخل في القبيلة ويُعدّ منها

2-      ما قامت به دولة القرامطة الباطنية الفارسية الحاقدة على العرب من مذابح جماعيّة مروعة خاصة سكان نجد والحجاز ؛ وأطراف الشام ؛ فقد قاموا بتخريب القرى ؛ وإبادة العشائر الذين طالتهم أيديهم من عام 280هـ ؛ واستمرت «تسعين سنة قريبًا» وقد أتوا على الأخضر واليابس ؛ ونشروا الرعب والذعر بين الناس ؛ مما سبب نزوحًا لمعظم سكان نجد والحجاز ؛ الذين نجوا من مذابحهم ؛ ولا أستبعد أن هناك قبائل أبيدت بأكملها ؛ فقد أفادنا التاريخ أنهم في سنة 319هـ دمروا بلدة الربذة ؛ وأبادوا سكانها ؛ ولم تعمّر حتى اليوم ؛ بعد أن كانت بلدة عامرة.

3-      القحط الشديد الذي يحصل في الجزيرة خاصة نجد والحجاز؛ مما يجعل غالب القبيلة البدوية تنزح؛ ويبقى لها باقية تضطر إلى محالفة غيرها لصعوبة الحياة؛ ومع طول الزمن وانتشار الجهل قد تنسى القبيلة أصولها التي تنتسب لها.

4-      كثرة الطواعين والأوبئة والأمراض الفتاكة؛ لانعدام العناية الصحيّة مما يسبب ضعف القبيلة؛ وقلتها فيجعلها تتحالف مع غيرها لتثبت وجودها؛ ومَن يقرأ التاريخ يجد كثرة الطواعين والأوبئة التي أودت بحياة كثير من الناس.

5-      كثرة الحروب الأهلية بين القبائل؛ أو بين القبيلة نفسها؛ فالبدو يتحاربون لأتفه الأسباب «وصغير الأمور يجني الكبيرا»؛ قال القطامي التغلبي:

وأحيانًا على بكر أخينا .... إذا ما لم نجد إلا أخانا

 

وهذا السبب من أهم الأسباب لتكوين الأحلاف وكثرتها؛ وحيث إن المسألة مسألة حياة فتضطر القبيلة القليلة إلى محالفة قبيلة قليلة أخرى؛ أو محالفة قبيلة كبيرة قويّة؛ ومع مرور الزمن قد تضعف القبيلة القويّة وتكثر القبيلة القليلة؛ وكل ينسى قبيلته التي تفرع منها.

 

6-      انعدام الأمن بين البوادي؛ وضعف سيطرة الدول على القبائل في الصحراء؛ فكل قبيلة تسعى لمن يساعدها وينضم إليها؛ ويكثر سوادها وعددها؛ فالقبائل في حاجة إلى قوة تحميها؛ وتقوي شوكتها؛ وقد يبرز الحليف حتى تكون له الرياسة في القبيلة وتكثر ذريته؛ ويُضعِّفون الانتماء للقبيلة الأم؛ لأنهم ليسوا منهم.

7-      قد يكون التكوين من عدة أفخاذ من قبائل شتى لحاجة كل فخذ إلى الأخرى ويُسمّون باسم المكان الذي تجمعوا عنده؛ أو باسم أحد الفروع؛ أو باسم جدٍ يلتقون فيه ولو كان بعيدًا؛ أو بصفة كالظفر والمناصرة؛ والمعاونة؛ فيصبح هذا علمًا عليهم.

8-      قد يكون سبب الحلف الخير والتعاون على فعل الخير؛ كما حصل في حلف الفضول بين بعض فروع قريش في الجاهلية وهذا قليل جدًا.

9-      كثرة هجرات القبائل العربية؛ من: نجد؛ والحجاز خاصة؛ إلى: العراق؛ والشام؛ ومصر؛ وأفريقيا؛ وهناك قبائل هاجرت بأكملها في القرن الأول ثم الثاني؛ فاختفت أخبارهم بعد القرن الثالث؛ مثل: بني أسد؛ وغطفان؛ عدا بعض أشجع الذين بقوا حول خيبر؛ واندمجوا مع قبيلة عنزة لما حلت عليهم في القرن الثالث.

 

ومن أشهر الهجرات هجرة بني هلال بن عامر بن منصور؛ وسليم بن منصور؛ إلى: مصر؛ ثم شمال إفريقيا؛ وقد اهتم المؤرخون بأخبارهم لشهرتها؛ وأثرها في التاريخ العربي؛ ولا شك أن هناك هجرات عربية كثيرة لم تدون في التاريخ مثل: قبائل مذحج؛ والأزد؛ وكنانة.

الأربعاء، 16 سبتمبر 2020

حمد بن مجدل الخالدي ومقاومة الاستعمار البريطاني خلال الفترة من عام1830 الى 1889م.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

حمد بن مجدل الخالدي ومقاومة الاستعمار البريطاني خلال الفترة من عام1830 الى 1889م. 

يعد حمد بن مجدل بن درباس بن مانع بن حمد المجدل شيخ جماعته من العماير من بني خالد، ذو شهرة واسعة لما قام به من اعمال حربية ضد القوات البريطانية على امتداد الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية وذلك انطلاقا من مركزه في جزيرة جنة.

وقد ورد ذكر ذلك في العديد من المراجع الأجنبية والعربية التي سوف نشير إليها عند الحديث عن تلك الأعمال (جميع تلك المراجع اختلفت في ذكر الاسم الصحيح لحمد بن مجدل حيث انه ورد أن اسمه حميد بن مجدل ومرة أخرى أن اسمه حمود بن مجزل ولكن الصحيح هو ما ذكر أعلاه) وقبل الحديث عن مقاومته للاستعمار البريطاني لابد ان نتطرق الى بعض اهم اعماله الحربية على الساحل الشرقي: -

1-    الهجوم على الهفوف والقطيف 1830م.

في سنة 1830م ونتيجة للخلافات الأسرية بين حكام الدولة السعودية الثانية، استغل العماير بقيادة حمد بن مجدل الوضع وقاموا بمهاجمة الهفوف عن طريق العقير وكذلك القطيف بهدف السيطرة عليها، ولكن لم يكتب لتلك العمليات النجاح وذلك لشدة المقاومة من الاهالي بقيادة الحاكم السعودي في الاحساء.

2-   حصار منطقة القطيف:

في عام 1831م قام حمد بن مجدل وجماعته العماير من بني خالد سكان جزيرة (جنة) بفرض حصار على منطقة القطيف وكان السبب الرئيسي في ذلك هو رفض أهل القطيف الاستمرار في دفع الإتاوة التي كانوا يدفعونها للعماير و قد أثار ذلك مشاعر سكان القطيف نتيجة الخسائر التي لحقت بهم و الأذى الذى تعرض له أحد شيوخ القطيف على يد العماير الذين حاولوا فرض مطالبهم بالقوة ، ولم يجد توسط الحاكم السعودي بين حمد بن مجدل وابن غانم حاكم القطيف نفعاً، مما أدى إلى موافقة ابن غانم على دفع الإتاوة وقدرها 1500 روبية لحمد بن مجدل هذا عن كل سنة.

3-   معركة سيهات:

في عام 1832م حدث نزاع بين العماير من بني خالد سكان جزيرة جنه وبين أهالي سيهات مما أدى لخسائر كبيرة بين الطرفين وأهمها مقتل درباس بن مجدل، وكان من نتائج هذا النزاع أن هاجم حمد بن مجدل في سنة 1832م سفينة بالقرب من سيهات وقتل 12 رجلاً وأسر 17 بحاراً كانوا على ظهر السفينة وذلك انتقاما لمقتل أخيه درباس بن مجدل.

4-   حصار القطيف بالتعاون مع حاكم البحرين:

في عام 1834م قام العماير من بني خالد سكان جزيرة العماير (جنة) بقيادة حمد بن مجدل وذلك بعد ان تحالف مع شيخ البحرين عبد الله بن أحمد بفرض الحصار على منطقة القطيف للمرة الثانية، وذلك بهدف السيطرة على ذلك الساحل وقد استطاع هؤلاء أن يقطعوا طرق المؤونة على القطيف مما أضطر عبد الله بن غانم عامل الدولة السعودية الثانية في القطيف أن يطلب المساعدة من الأمام تركي بن عبد الله آل سعود، الذي أرسل إليه ابنه الأمير فيصل بن تركي، وقد استطاع فيصل أن يفك الحصار عن القطيف.

5-   المواجهة مع القوات المصرية 1839م.

أثناء حملة القوات المصرية للسيطرة على القطيف عام 1839م ومن أجل كسب ود أهالي القطيف و الذين كانوا يتعرضون وبشكل مستمر للاعتداءات من قبل العماير من بني خالد بقيادة حمد بن مجدل ، قام محمد رفعت قائد الحملة المصرية على القطيف و بمساعدة من قبل أهالي القطيف بالهجوم على قلعة (عنك) حيث يقيم بها حمد بن مجدل و جماعته العماير من بني خالد ، وتمكن من الإمساك بشيخ العماير/ حمد بن مجدل ، بعد أن انسحب بقية الرجال الذين كانوا يتحصنون بالقلعة في مركبين الى البحر وبذلك تمكن محمد رفعت بقوته من السيطرة على القلعة و الاستيلاء عليها ووجد فيها ثلاث مدافع تابعة للعماير، فرتب الأمر و ابقي في القلعة الفداويين و أخذ المدافع الثلاثة إلى القطيف.

وبعد فترة تم إطلاق سراح حمد بن مجدل ومنحه ورقة أمان له ولجماعته شريطة أن يعودوا إلى جزيرتهم جنه التي هي جزيرة العماير وأن لا يعودوا إلى ارتكاب أي أعمال عدوانية ضد القوات المصرية وأهالي القطيف.

6-   حاكم البحرين يتخلى عن حمد بن مجدل 1839م:

في 2 مايو عام 1839م وقع حاكم البحرين عبد الله بن أحمد مع الحاكم المصري محمد على اتفاقية معاهدة تنظم العلاقة بين حكومة البحرين والسلطات المصرية والتي تمكنت من السيطرة على المنطقة، وقد جاءت المعاهدة بشكل شروط من أهمها ما يلي:

أ‌-       على شيخ البحرين ضمان عدم قيام حليفه وهو حمد بن مجدل وجماعته بأي أعمال عدوانية ضد القوات المصرية على الساحل الشرقي.

ب‌- على شيخ البحرين أن ينبه على ولده الشيخ مبارك المتواجد في الدمام بأن لا يسمح إطلاقا لأي فرد من العماير جماعة حمد بن مجدل بالتواجد بالمنطقة دون الرجوع أولاً للقائد المصري وأخذ موافقته على ذلك.

وأدت بالتالي تلك الشروط إلى إنهاء العلاقة بين عبد الله بن أحمد حاكم البحرين وحمد بن مجدل وكان ذلك أثناء انحسار الحكم السعودي عن المنطقة.

7-   حاكم البحرين الجديد يعتمد على حمد بن مجدل 1843م.

بعد أن تمكن محمد بن خليفه عام 1843م من طرد عم أبيه شيخ البحرين عبد الله بن أحمد الخليفة من الحكم وأصبح هو الحاكم في البحرين اعتمد على حمد بن مجدل وعينه مساعداً له على الساحل الشرقي من أجل تحقيق السيطرة على سواحل الإحساء والقطيف ومنع عبد الله بن أحمد حاكم البحرين السابق من القيام بأي حركة لاستعادة الحكم مرة أخرى.

مقاومة الاستعمار البريطاني للمنطقة: -

*اهتمام السلطات البريطانية بأعمال حمد بن مجدل المناهضة لها في مياه الخليج العربي: -

خلال المدة من 1845-1854م تركز اهتمام السلطات البريطانية على ساحل الإحساء نظراً للأعمال التي قام بها حمد بن مجدل، بعد أن تحالف مع شيخ البحرين محمد بن خليفة وكان ابن مجدل قد انتقل ومعه بعض أفراد قبيلته إلى مأواه في جزيرة جنه وأشتبك في طريقه مع سفينة كانت على وشك دخول ميناء القطيف تحمل شحنة قمح واستطاع أن يأخذ السفينة وشحنتها إلى جزيرته، أما البحارة فقد سمح لهم بالعودة إلى بلادهم بسفينتهم الفارغة بعد أن جردهم من كل ممتلكاتهم، وقدرت الخسائر بمبلغ 1500 روبية شاهية.

وذكر أن حمد بن مجدل وجه إليه تحذير بأن هذه الشحنة التي استولى عليها تخص فرداً تحت الحماية البريطانية، ضحك ساخراً وتساءل: ومن هم هؤلاء البريطانيون ؟!

ولم يكن ممكناً كما يدعي لوريمر مؤلف كتاب دليل الخليج تحمل هذا الاحتقار الواضح للأمن في البحار والقائمين على حمايته، وفي مايو 1845م أرسل المقيم البريطاني مساعده الكابتن كمبول لعقاب حمد بن مجدل في مقره بجزيرة جنة، وتم تنفيذ هذه المهمة التى تولاها القائد هوكنز بسفينة صاحبة الجلالة رافعة العلم كوون والطراد كونستانس يعاونهما قاربان مسلحان بعد عدة صعوبات ملاحية.

وقد رد حمد بن مجدل على الإنذار الأول الذي وجه إليه بالاستسلام باستهتار، لكنه حين طلع الصباح وجد جزيرته محاصرة من كل جانب بالسفن والقوارب المسلحة وكانت هذه العملية مرهقة للبريطانيين أشد الإرهاق بسبب شدة المقاومة وحرارة الجو الملتهبة في هذا الوقت وهو شهر يونيو.

*التحركات البريطانية في القطيف 1846م:

في صيف 1846م وجد الحاكم السعودي في القطيف في نفسه من الجرأة ما جعله يوجه خطاباً لمقيم البريطاني يطلب فيه ان تقوم السلطات البريطانية بطرد حمد بن مجدل من المنطقة، وإعادة سفينة كبيرة وخمسة قوارب كان قد استولى عليها من القطيف، وهدد المقيم في حال عدم تنفيذ هذه المطالب بالسماح لبني هاجر وغيرهم من قبائل البدو بالقيام بالمشاغبة مع البريطانيين وقد أجيب حاكم القطيف على خطابه إجابة ودية نقلها له طرادان من البحرية البريطانية.

*انضمام حمد بن مجدل إلى قوات الأمام فيصل بن تركي1847 م:

في عام 1847 م نشب خلاف بين شيخ البحرين محمد بن خليفه وحمد بن مجدل وعلى أثر ذلك قام حمد بالانضمام إلى قوات الإمام فيصل بن تركي حاكم الدولة السعودية الثانية، والذي كان يسعى الى تحقيق السيطرة على منطقة الأحساء وكامل الساحل الشرقي، وأدى ذلك الحدث إلى إضعاف قوات حاكم البحرين والذي اضطر إلى دفع الزكاة السنوية التي كان يرفض أن يدفعها إلى الإمام فيصل بن تركي.

وقد قام حمد بن مجدل بالكثير من العمليات العسكرية بعد أن انضم إلى قوات الامام فيصل وكان معظمها ضد القوات البريطانية والتي كانت تحاول السيطرة على الساحل الشرقي وأمر فيصل بن تركي بعد ذلك بترميم قصر وجامع حمد بن مجدل في جزيرة جنه وكذلك أمر بإعطاء حمد وجماعته الكثير من الأملاك والنخيل في القطيف ولا يزال البعض منها باقياً حتى الآن.

* تكرار العمليات من جانب حمد بن مجدل ضد القوات البريطانية:

في سنة 1854م ارتكب حمد بن مجدل عمليه أخرى في عنك بالقرب من مدينة القطيف وذلك بأن استولى على سفينة كبيرة ورفض إطلاقها رغم أن المقيم البريطاني كابتن كامبول ذهب إليه بنفسه يطلب تسليمها وحين رفع الكابتن كامبول الأمر إلى حكومة بومباي البريطانية صدرت أوامرها بتحطيم السفينة التي يملكها حمد بن مجدل بالقوة دون التورط في أية اشتباكات برية.

* وصول الأسطول البريطاني إلى عنك لمواجهة ابن مجدل:

وفي نوفمبر 1854م وصل أسطول من سفن البحرية الهندية البريطانية إلى مياه عنك ، وكان يتكون من السفينة (كليف) يقودها القائد روبنسون والسفينة تحيرز يقودها الملازم فويرتون والسفينة فولكلاند يقودها القائد هويت والسفينة كونستانس يقودها الملازم كرين ، وكان الوصول إلى عنك نفسها عن طريق البحر غير ممكن ولكن شوهدت بالقرب منها سفينة أقام العرب حولها استحكامات رملية وكانت على وشك الإبحار ، فهاجمها أسطول مكون من 12 قارباً ... كان أحدها مجهزاً بالبنادق والبقية يحمل كل منها مدفعين عيار 12 رطلاً و 6 مدافع عيار 3 أرطال إلى جانب قوة من 240جندي وبحار ، خلال هذا الاشتباك انحسر البحر عن القوارب البريطانية فأصبحت على أرض جافة ، فسارع إليها العماير يريدون الاستيلاء عليها ، ولكن صدتهم عنها نيران بنادقها ومدافعها ، وحين انحسر البحر اضطر حمد بن مجدل إلى إيقاف القتال وطلب الهدنة.

* عمليات متفرقة:

1-في 1878م استولى العماير على قارب كان راسياً داخل ميناء القطيف، أخذوه مع بضاعته المحملة بالتمور، كما استولوا على الملاح وبحارين كانوا على ظهره.

2-كما كانت ثمة سفينة صغيرة راسية في المرسى الداخلي لميناء القطيف فأحاطت بها أربعة قوارب للعماير واستولت على 200 روبية، وسارية كبيرة وقارب صغير ذهبوا بها إلى جزيرة جنة.

3-قام سبعة من جماعة ابن مجدل بمهاجمة قارب تابع لرأس الخيمة على الشاطئ تحت أسوار قلعة القطيف نفسها، واستولوا على بضاعة قيمتها 360 روبية تقريباً، أطلق العماير النار على ضحاياهم حين حاولوا الهرب منهم سباحة فجرحوا الملاح وتم سحب القارب إلى عنك.

4-في أكتوبر 1878م ونتيجة للأعمال التي قام بها العماير سكان جزيرة جنة، قامت سفينة صاحبة الجلالة فليتشر بقيادة القائد برنجل بالاستيلاء على 15 قارباً للعماير كان من بينها قاربان مملوكان أصلاً للبحرين وذلك في مياه جنوبي القطيف، وسلمت كل هذه القوارب إلى الحاكم التركي في القطيف، وقد أشاد بعمل قائد السفينة كل من حكومة الهند البريطانية ووزارة الخارجية في لندن.

المراجع: -

1 -دليل الخليج للمؤلف الانجليزي لوريمر (الجزء الثالث)

2 -رحالة غربيون في بلادنا للمؤلف حمد الجاسر

3 -تاريخ المملكة العربية السعودية في دليل الخليج د/ سعيد عمر العمر

4 -تاريخ الاحساء السياسي د/ عرابي نخلة

5 -تاريخ البحرين السياسي د/ فتوح الخترش

6 -المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية حضارة وتاريخ أ/ محمد صالح الشرفاء

7 -تاريخ البلاد السعودية في دليل الخليج د/ محمد بن سلمان

آل جناح كما غيرهم من فروع خالد الحجاز ليسوا من بني خالد المعاصرين

  اطلعت على موضوع قديم على الانترنت (فترة المنتديات)، بخصوص آل جناح أحد فروع خالد الحجاز المنقرضة كيانا منذ قرون، في خضم حملاتهم الدعائية في...