أكبر خرافة في تاريخ قبيلة بني خالد

 

أكبر خرافة في تاريخ قبيلة بني خالد، هي دعاية (Propaganda) قدوم (خالد الحجاز) لشرق الجزيرة، والتي انقرضت منذ القرن السابع الهجري ككيان قبيلي لتحضر فروعها، فواقع القبيلة في المنطقة ليس فيه أي منهم منذ ظهورهم في القرن العاشر الهجري كقوة قبيلية الى نهاية دولتهم في منتصف القرن الثالث عشر الهجري.  

ومن جهة أخرى فلو كان أي منهم في المنطقة لذُكر من فروع القبيلة في العهد الخالدي ولكان له مقرسكن في المنطقة ولشارك في أحداث القبيلة ، وكل ذلك ليس منه شيء على الاطلاق.

الرواية المحلية إلى كيفية وصول آل حميد إلى زعامة بني خالد

 

ذكرت الرواية أن الزعامة الخالدية كانت في فرع يدعى بني الضبة وأنها استمرت فيهم حتى وقع خلاف بين الزعيم الخالدي من بني الضبة وأحد شيوخ آل حمید بسبب رغبة الزعيم الخالدي في الحصول على أحد طيور القنص الخاصة بابن حميد، الذي أحس أن الأسلوب الذي اتبعه الزعيم الخالدي للحصول على ذلك الصقر فيه نوع من الإهانة والاجحاف بحقه وأن زعيم بني خالد يعتبره مجرد تابع منفذ لأوامره، فتمرد على ذلك الوضع ورفض تلبية طلب ذلك الزعيم، فساندته بعض الفروع الخالدية التي أحست أن تلك الإهانة موجهة لها أيضا لعلاقة ما بين تلك الفروع وآل حميد . وقد أسفر هذا عن صراع بين الطرفين كانت محصلته اعتلاء آل حميد لمقاليد الزعامة الخالدية وقد يكون الخلاف السابق هو السبب المباشر والشرارة التي أشعلت ذلك الصراع، إلا أنه لابد من وجود أسباب أخرى غير مباشرة هيأت لما حدث.

وهذه الرواية فيها دلالة على وجود قبيلة خالدية في الأحساء لها زعامة مستقلة قبل مقدم آل حميد وأن هذه الزعامة كانت قديمة نسبيا حيث إن العثمانيين عندما وصلوا إلى المنطقة لم يشيروا إلى زعامة منافسة لآل حميد في بني خالد، ولو كان لبني الضبة أي دور سياسي في الزعامة الخالدية لاستغله العثمانيون أثناء ثورات آل حميد المتكررة عليهم ولعل هذا ما يدفعنا إلى الاعتقاد أن زعامة آل حميد لبني خالد قد تمت منذ وقت بعيد بحيث أنه عندما وصل العثمانيون إلى المنطقة كان دور بني الضبة قد تلاشى نهائيا. ويعني هذا وجود قبيلة خالدية منذ بداية القرن العاشر في المنطقة على أقرب تقدير.

انخزال آل حميد من خالد الحجاز

انخزال آل حميد من خالد الحجاز

ابن لعبون في تاريخه ذکر بني عامر وأن منهم خالد الحجاز الذين (انخزل) منهم (فريق ال حمید). وعندما عدد ابن فضل الله العمري في مسالك الأبصار فروع خالد الحجاز، لم يكن من ضمنهم (آل حمید).

 وبفرض أن مقولة ابن لعبون صحيحة، فان معنى الفعل (انخزل) في اللغة، كما في حديث الأنصار:

"وقد دفّت دافّة منكم يريدون أن يختزلونا من أصلنا أي يقتطعونا ويذهبوا بنا منفردين ومنه [أرادوا أن يختزلوه دوننا] أي ينفردون به. ومنه حديث أحد [انخزل عبد الله بن أبي من ذلك المكان أي انفرد".

وبذلك فال حمید انفردوا وانفصلوا عنهم، فتكون دعوی انتقال فروع خالد الحجاز لشرق الجزيرة انما تأويل خاطئ، ولربما متعمد لمقولة ابن لعبون، فعدم وجود أي منهم في المنطقة اثناء العهد الخالدي لدليل قاطع على ذلك، فخالد الحجاز منقرضة ككيان قبيلي من ق7هـ، ولعل الانخزال حدث بسبب ذلك. 

رأيت فيما النائم في المنام

رأيت فيما يرى النائم.....

أن بني خالد كانوا قبيلة بدوية لها شيوخها في شرق الجزيرة العربية، ثم وفد آل حميد وأتباعهم إلى المنطقة. وانضموا إلى القبيلة، وعلى ما يبدو أنهم (حاضرة) فقد كانوا مبيتين (النيّة) في العمل على الأعداد والاستعداد لحكم الأحساء وأخذ ذلك منهم وقتا ليس بالقصير.

وعموم القبيلة بما فيها شيوخها (بادية) ولطبيعة حياتهم لا يكترثون للحكم والحاكمية بقدر اعتزازهم بالقبيلة ومشيختها. فاستغل آل حميد ذلك فواصلوا تنفيذ خطتهم. ثم حدثت أحداث في القبيلة أدت الى انتقال زعامة القبيلة إليهم.

(جاك يا مهنا ما تمنى) فسهّل ذلك عليهم كثيرا في حشد الجهود وتجهيز الجيوش من القبيلة وأحلاف أخرى، وكان لهم ما أرادوا فاستولوا على الأحساء. فكان لهم ما كان من مجد ونفوذ. ولكن خلفاءهم لم يكونوا على ما كانوا عليه أسلافهم، فانتهى كل شيء وغادروا المنطقة وبقيت القبيلة....

الزعم الفاقد للدليل والبرهان

 حُمق وصفاقة ومواربة في كل من يدعي قدوم خالد الحجاز لشرق الجزيرة العربية، فعدم تسمية من قدم منها دلالة على بطلان ذلك الادعاء وأنه مجرد كلام مرسل لا يستند على أدلة ولا براهين. وبنو خالد شرق الجزيرة العربية ظهروا واشتهروا في المنطقة بفروعهم المعروفة التي شاركت في أحداث القبيلة وهم: العماير. آل حميد. الصبيح. الجبور العقيليين. المهاشير. العمور. بنو نهد.

ويجدر القول بأن خالد الحجاز منقرضة منذ ق7هـ ولا كيان قبيلي قائم لها بعد ذلك. ولا وجود لأي من بقاياهم من أسر في المنطقة لا قبل ولا أثناء عهد دولة آل حميد الخالدية. وتكرار هذا الزعم الفاقد للمصداقية من الاستغباء والتلاعب في عقول الناس، والادعاء بما ليس صحيحا، فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

 بنو خالد

1.     بنو خالد، ولاة أراضين كثيرة ومعروفة مما يلي نجد إلى القبلة (غربا) حتى تمضي شرقا إلى البحر (الخليج العربي) وشمالا إلى الجهرة (الكويت) وجنوبا إلى ارض الصير(الإمارات) من عمان. (لمع الشهاب).

2.     المصادر القريبة من فترة الحكم الخالدي عندما تتحدث عن فروع بني خالد المهمة ذات الأعداد الكبيرة من المقاتلين وبالتالي الأفراد تذكر: العماير والصبيح والجبور(العقيليين) والمهاشير وآل حميد، وجميع تلك الفروع ليست من فروع خالد الحجاز وقد ذكر صاحب اللمع ديار تلك الفروع في المنطقة (شرق الجزيرة) فشملت معظم أجزائها. (عبد الكريم الوهبي - بنو خالد وعلاقتهم بنجد).

3.     خالد، هذه القبيلة من أقدم القبائل العربية المعروفة، ومنازلها على ساحل الخليج العربي ما بين وادي المقطع في الشمال ومقاطعة البياض في الجنوب وتتوغل حتى منطقة الصمان في الغرب. (قلب جزيرة العرب- فؤاد حمزة).

4.     بنو خالد أو الخوالد مفردها خالدي. وهي قبيلة عربية تقيم في شرق الجزيرة العربية، وكانت تنتشر في الماضي على بقعة واسعة، ولكن معظم أفرادها يقيمون الآن في سنجق الحسا. وتغلب عليهم صفة البداوة، ولكنهم يتحولون إلى حياة الاستقرار شيئا فشيئا. (دليل الخليج -لوريمر).

5.     الأحساء، بلد لبني خالد اسمها السابق البحرين والأحساء لكن الآن غلب اسم الأحساء على اسمها الأول، وبنو خالد سكانها عن أب فأب. (الدرر المفاخر -الشيخ محمد البسام).

6.     بنو خالد كانوا يقطنون المنطقة الشرقية من الجزيرة العربية والتي تحاذي شاطئ الخليج العربي وتمتد من الجهراء قرب الكويت في الشمال إلى أرض الصير وعمان في الجنوب، كما أن العدان وهجر وقطر كلها من أرض بني خالد. (الأحساء في القرن الثاني عشر-ـ د. خلف الوذيناني).

7.      كان بنو خالد يمثلون واحدة من أقوى القبائل البدوية في شرق الجزيرة في الفترة السابقة لظهور الوهابيين، وكان شيوخهم يحكمون بصفتهم أمراء الأحساء المنطقة الواقعة بين الخليج العربي حتى العارض. وتشكلوا من اتحاد العديد من عشائر عقيل الذين هم من فروع بني عامر (البدو- أوبنهايم).

8.     بنو خالد، يرجعون الى بني عامر بن صعصعة، ويسكنون الأحساء. (علماء نجد – عبد الله ابن بسام).

9.     بنو خالد، وتنتسب هذه القبيلة إلى العدنانية من نسل عامر بن صعصعة ومنازلهم في الأحساء. (محمود شاكر- شبه جزيرة العرب- نجد)

10.           بنو خالد من أقدم القبائل العربية، عدنانية الأصل من هوازن، ودخلها فروع كثيرة من عبد القيس، مساكنها على ساحل الخليج العربي. (ابن عبيد – العوازم).

بنو خالد شرق الجزيرة العربية ليسوا خالد الحجاز

 

عندما ذكر ابن فضل الله العمري في كتابه (مسالك الأبصار) خالد الحجاز وفروعها، لم يشر لقبيلة قائمة، وانما عدد فروعا متحضرة ومستوطنة ومتفرقة بين القرى النجدية، في القرن السابع الهجري، وعلى ما يبدو أنها انقرضت ككيان قبيلي قبل ذلك.

 

وفي كتاب لمع الشهاب، فصلٌ في ذِكر القبائل النازلين نجداَ (ص 59) وأن منهم من لها شعب في الحجاز وشعب في نجد، وفصّل تلك القبائل فذكر فروعها وقدومها من داخل وخارج الجزيرة. وعندما ذكر بني خالد حدد ديارهم المعروفة في شرق الجزيرة ولم يشر لأي قدوم أو وجود أي منها خارجها كما فعل مع تلك القبائل.

وكتاب بني خالد وعلاقتهم بنجد لعبد الكريم الوهبي، ذكر أن فروع بني خالد شرق الجزيرة عدنانية الأصل ولها رسوخها في المنطقة وهيمنتها على الأحداث التاريخية للقبيلة وأن الفروع التي ذكرتها كتب الأنساب ضمن خالد الحجاز ذات وجود محصور في نجد وفي مجملها مغمورة ورجح نسبتها الى أصل قحطاني (من غزية وبني لام). ولم يكن لها ذكر في أحداث المنطقة. وأن قوة بنو خالد البحرية وتمرس أحد فروعهم على الأقل في فن الملاحة والمعارك البحرية فيه ما يدل على قدم وجودهم في المنطقة فانتقال قبيلة من حياة البادية والترحال الى ممارسة النشاط البحري بمهارة يحتاج الى فترة طويلة.

أما كتاب آل حميد وامارة آل عريعر لبندر العريعر، فيذكر أن اسم آل حميد رُبط بمتشابه الأسماء في القرن السادس الهجري، بل وفي قرون متقدمة. وأنهم لم يأتوا من بيشة ولا من الشام. وان (حُميد) كان ضمن رهط قوي بعد عام 850ھ مع أبناء عمومته من الجبريين وغيرهم. وأن آل حُميد أمراء ومؤسسو التكوين القبلي المسمى بني خالد، وبه اشتهروا وانتسب لهم الناس بسببه بكل تنوعهم القبلي والحضري، فقد بدأ مسمی القبيلة (بني خالد) بعد قرن من وجود سلالة (حٌمید) يشار الى سعدون بن ربيعة بن حميد في الوثائق العثمانية عند وصف ثورة أمير البر والبدو والصحراء. وبناء عليه تم اعتماده وتعيينه من قبلهم قائدا للواء البادية لضمان ولائه، وسعى سعدون لتكوين امارة، وتحقق ذلك في سلالته بعد قرن ونيف على يد مؤسس دولة وقبيلة (بني خالد) براك بن غرير بن عثمان بن سعدون آل حمید عام ۱۰۷۹ه.

فمن الصعوبة بمكان أن بني خالد -بزعم أنهم خالد الحجاز- كانوا في (نجد)، وآنذاك كان لا ينافسهم فيها أحد، سيما وأن قبائل بني لام شدت رحالها للشمال، ثم تفد للتو لشرق الجزيرة التي تبعد عنها وبها قوی متنافسة للاستيلاء عليها كعقيل بن عامر وآل مغامس وغيرهم ممن يطمحون في حكمها، فتغلب عليهم جميعا في وقت قياسي! والحال يقول إنهم ما داموا كذلك لما لم يبدأوا حكمهم في نجد، ثم يمدوا نفوذهم الى ما شاءوا من مناطق أخرى ومنها شرق الجزيرة؟ ثم كيف ترتحل ولا فرع من فروعها العشرة ذكر في شرق الجزيرة ثم يقال قبيلة انتقلت؟!!