ذكرت
الرواية أن الزعامة الخالدية كانت في فرع يدعى بني الضبة وأنها استمرت فيهم حتى
وقع خلاف بين الزعيم الخالدي من بني الضبة وأحد شيوخ آل حمید بسبب رغبة الزعيم
الخالدي في الحصول على أحد طيور القنص الخاصة بابن حميد، الذي أحس أن الأسلوب الذي
اتبعه الزعيم الخالدي للحصول على ذلك الصقر فيه نوع من الإهانة والاجحاف بحقه وأن
زعيم بني خالد يعتبره مجرد تابع منفذ لأوامره، فتمرد على ذلك الوضع ورفض تلبية طلب
ذلك الزعيم، فساندته بعض الفروع الخالدية التي أحست أن تلك الإهانة موجهة لها أيضا
لعلاقة ما بين تلك الفروع وآل حميد . وقد أسفر هذا عن صراع بين الطرفين كانت
محصلته اعتلاء آل حميد لمقاليد الزعامة الخالدية وقد يكون الخلاف السابق هو السبب
المباشر والشرارة التي أشعلت ذلك الصراع، إلا أنه لابد من وجود أسباب أخرى غير
مباشرة هيأت لما حدث.
وهذه
الرواية فيها دلالة على وجود قبيلة خالدية في الأحساء لها زعامة مستقلة قبل مقدم
آل حميد وأن هذه الزعامة كانت قديمة نسبيا حيث إن العثمانيين عندما وصلوا إلى
المنطقة لم يشيروا إلى زعامة منافسة لآل حميد في بني خالد، ولو كان لبني الضبة أي
دور سياسي في الزعامة الخالدية لاستغله العثمانيون أثناء ثورات آل حميد المتكررة
عليهم ولعل هذا ما يدفعنا إلى الاعتقاد أن زعامة آل حميد لبني خالد قد تمت منذ وقت
بعيد بحيث أنه عندما وصل العثمانيون إلى المنطقة كان دور بني الضبة قد تلاشى نهائيا.
ويعني هذا وجود قبيلة خالدية منذ بداية القرن العاشر في المنطقة على أقرب تقدير.